يعد الفنان والمطرب عبد الحليم حافظ واحداً من كبار المطربين في الوطن العربي، وطوال مسيرته الفنية حققت أغانيه نجاحاً وشهرة واسعة لدى الجمهور، ولم يتوقف إبداع عبد الحليم حافظ عند الغناء فقط، ولكنه كان من أبرز المُطربين الذين خاضوا تجربة التمثيل ونجحوا فيها.
عبد الحليم حافظ والسينما
حقق الفنان عبد الحليم حافظ نجاحاً كبيراً في السينما، وأصبحت أفلامه من كلاسيكيات السينما الرومانسية في الوطن العربي، والتي تبعها بعد ذلك عدد من المطربين ممن قدموا أفلاماً سينمائية، وقد بدأ الفنان عبد الحليم حافظ مسيرته مع السينما منذ عام 1955 بأول أفلامه “ليالي الحب”، واستمرت لما تجاوز الأحد عشر عاماً، وكان آخر فيلم سينمائي جاء من بطولته عام 1969 وهو فيلم “أبي فوق الشجرة”.
ومن خلال أفلامه السينمائية تعاون الفنان عبد الحليم حافظ مع كبار نجمات وجميلات السينما المصرية واللواتي شاركن في بطولة أفلامه السينمائية، وجاء من أبرزهن الفنانة شادية والتي تمتعت بموهبة ونجاح كبير في مجالي التمثيل والغناء؛ ليُقدما ثلاثة أفلام سينمائية تعد من كلاسيكيات السينما العربية.
أفلام سينمائية جمعت شادية وعبد الحليم حافظ
لحن الوفاء
جاء أول تعاون سينمائي بين الفنان عبد الحليم حافظ والفنانة شادية في السينما من خلال فيلم “لحن الوفاء” والذي تم عرضه عام 1955، ودارت أحداث الفيلم حول موسيقار يُدعى “علام” ويقوم برعاية الشاب “جلال” ويعلمه الغناء، ويرتبط “جلال” بقصة حب مع المطربة الصغيرة “سهير”، والتي تبادله الحب؛ إلا أنه في نفس الوقت الذي يعاني الموسيقار “علام” بسبب خيانة زوجته له، ويعتقد أن “سهير” ستعوضه عن ذلك فيحاول التقرب منها والاعتراف لها بحبه؛ ليكتشف حبها لـ”جلال” وتستمر أحداث الفيلم.
وشارك ببطولة فيلم “لحن الوفاء” كل من زوزو نبيل، حسين رياض، عبد الوارث عسر، وداد حمدي، وجاء الفيلم من تأليف محمد مصطفى سامي، ومن إخراج إبراهيم عمارة.
دليلة
وفي عام 1956 جاء التعاون السينمائي الثاني، والذي جمع الفنان عبد الحليم حافظ والفنانة شادية، وذلك من خلال فيلم “دليلة”، والذي دارت أحداثه حول شاب فقير يعمل كهربائيّاً إلا أنه يهوى الموسيقى والألحان، وتسكن معه في نفس المنزل فتاة يتيمة تحبه ويبادلها الحب، حتى يكتشف أن حبيبته مريضة بمرض السل، وأن علاجها يحتاج إلى مبلغ كبير، وحينها يوافق أن يغني بأسلوب لا يرضى عنه حتى يُدبر مبلغ علاجها إلا أن الفنانة تقرر أن تضحي بنفسها لتحرره من هذا الوضع ويقدم فنه الراقي.
وشارك ببطولة الفيلم مجموعة من الفنانين من ضمنهم عبد الوارث عسر، فردوس محمد، زوزو ماضي، أحمد الحداد، عدلي كاسب والفيلم من تأليف على أمين وإخراج محمد كريم.
معبودة الجماهير
وجاء تعاونهما الثالث والأخير عام 1967 حينما شارك كل من عبد الحليم حافظ وشادية بطولة فيلم “معبودة الجماهير”، والذي دارت أحداثه حول وقوع نجمة شهيرة تُدعى “سهير” في حب ممثل مغمور وهو “إبراهيم”، ويُقرران الزواج ولكن مدير الفرقة والذي يٌحب “سهير” يحاول أن يُدبر المكائد لوقف الزواج، وبالفعل ينجح في ذلك وتستمر أحداث الفيلم.
وجاء الفيلم من بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين ومن أبرزهم فؤاد المهندس، حسن فايق، يوسف شعبان، زينات صدقي، جورج سيدهم، وجاء الفيلم من تأليف مصطفى أمين وسيناريو وحوار حلمي حليم، يوسف جوهر ومن إخراج حلمي رفلة.
يُذكر أن الفنان عبد الحليم حافظ كان قد رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 30 مارس عام 1977 أثناء رحلته العلاجية عن عمر ناهز الـ47 عاماً، وقد نجح الفنان عبد الحليم حافظ طوال مشواره الفني سواء بالتمثيل أو الغناء أن يُصبح أسطورة فنية من الصعب أن تتكرر وهي أسطورة “العندليب الأسمر”.