نال مسلسل “صلة رحم” بطولة الفنان إياد نصار، إشادات واسعة من قبل الجمهور والنقاد، بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشار البعض إلى جرأة الفكرة والطرح، فيما يتعلق بمسألة تأجير الأرحام، كونها قضية جدلية وهي المرة الأولى التي يتناولها عمل درامي في الوطن العربي.
مؤلف العمل، محمد هشام عبية، تحدث في حوارٍ خاص، عن ردود فعل الجمهور، منذ انطلاق موسم رمضان 2024، عن مسلسل صلة رحم، ومدى تخوفه من تقديم فكرة تأجير الأرحام، وكذلك كواليس التحضير والكتابة، والصعوبات التي واجهها وكيف تغلب عليها، وغيرها من التفاصيل.
محمد هشام عبية يتحدث عن رد فعل الجمهور: مطمئنة للغاية
حدثنا في البداية عن الأصداء وردود الفعل التي تلقيتها عن المسلسل؟
ردود الفعل مطمئنة للغاية، فهناك تفاعل مع المسلسل وأبطاله، ونقاش حول مسألة أن الأبطال يختلط فيهم الخير بالشر مثلما يحدث في الحياة، وهو ما يجعل هناك رابطة بين الجمهور والأبطال، وبشكلٍ شخصي تلقيت رسائل من مخرجين وكُتّاب ونقاد وفنانين يبدون فيها إعجابهم بالعمل في الحلقات الأولى، وأتمنى أن يستمر ذلك حتى الحلقة الأخيرة.
هل كانت لديك مخاوف من تقديم فكرة تأجير الأرحام خصوصاً أنها فكرة جريئة نوعاً ما؟
كنت أتوقع أن يثير مسلسل صلة رحم، رد فعل ربما يكون حاداً، وهذه طبيعة كل الموضوعات التي تناقش أفكاراً “راسخة”، وبطبيعة حال الجمهور يتحفظ على “ضرب الأفكار المستقرة في وعيه”، ويأخذ نحوها موقفاً هجومياً، ولهذا عندما قررنا تقديم المسلسل قررت أولاً أن أتسلح ببحث عميق عن موضوع “تأجير الرحم” بكل جوانبه، وحينها أستطيع أن أكتب بيد ثابتة وليس يد مرتعشة. وفي النهاية من حق أي شخص انتقاد العمل. هذه رؤيتي ورؤية صناع العمل ومن حق أي مشاهد أن يستقبلها وينتقدها كما يشاء.
ماذا عن كواليس التحضير؟ وهل كانت هناك مراجع معينة وقت الكتابة؟
مثلما حدث في مسلسلي “بطلوع الروح” و”رسالة الإمام”، تعاون معي في “صلة رحم” الصديق الصحفي والباحث علاء عزمي، الذي يقوم بدورٍ مثالي كـFilm researcher، فيقوم بتوفير وتدقيق كل المواد والمعلومات البحثية والعلمية للعمل، بما يشمل ذلك الرجوع إلى أطباء متخصصين في النساء والتوليد والتخدير والطب النفسي، وهؤلاء جمعتنا بهم جلسات نقاش مباشرة أيضاً، وصولاً إلى الرجوع إلى قانونيين لتدقيق التفاصيل القانونية.
قد ترغبين في معرفة مسلسل صيد العقارب الحلقة 6.. غادة عبد الرازق تتمسك بزوجها وحادث مدبر لوالدها
هل تعتقد أن قضية تأجير الأرحام موجودة في المجتمعات العربية، وأن هناك حاجة لتسليط الضوء عليها؟
تأجير الرحم موجود بالطبع في مصر والوطن العربي، ويجري في إطار من السرية وخارج دوائر القانون. والحقيقة أن المسلسل لا يناقش فقط مسألة تأجير الأرحام، ربما تأجير الأرحام يكون مدخلاً لموضوعات أخرى تتعلق بمناقشة قدر الإنسان وتطويعه، ومفهوم الأسرة، والأبوة والأمومة.
وماذا عن الصعوبات التي واجهتك في تجربة كتابة مسلسل صلة رحم؟
هناك عنصر الوقت، لأني بدأت كتابة في المشروع في الأول من أكتوبر، وكان موعد العرض الرمضاني مسلطاً علينا، لكن الحمد لله استطعت الانتهاء من كتابة المشروع في أول أيام رمضان، وانتهى تصويره في السادس من رمضان. هناك أيضاً محاذير تتعلق بكيف يمكن مناقشة الموضوع بطريقة ناعمة وليست صادمة، لأنه ليس الغرض من المشروع إثارة الجدل، وإنما إثارة التفكير ومناقشة معاناة إنسانية من زاوية مختلفة.
وماذا عن كواليس اختيار الشيخ خالد الجندي وظهوره كضيف شرف في المسلسل؟
أولاً اللجوء إلى رأي الدين في العمل ضرورة تفرضها الدراما بشكلٍ طبيعي، لأن الأبطال يعيشون ويتفاعلون في بيئة مصرية عربية يُشكّل فيها الدين عنصراً أساسياً في التفكير واتخاذ القرار. المسألة كانت تتعلق بمن يمكن أن يقوم بهذا الدور وبأي طريقة، لأنه ليست من وظيفة المسلسل إصدار أحكام دينية أو أخلاقية على أبطاله بكل تأكيد، حتى وقع الاستقرار على الشيخ خالد الجندي لأنه وجه معروف وذو شعبية وعلم، كما أنه ذو خطاب لين ويتصف بالصبر في النقاش والجدل.
البعض أشاد بفكرة التوازن في عرض الآراء بالأحداث.. هل ذلك كان مقصوداً منذ البداية؟
منذ البداية ونحن نعلم أننا نتناول قضية حساسة، وكان الاختيار أن نتعامل مع الشخصيات باعتبارها شخصيات طبيعية يمكن أن تُخطئ وتصيب، لكن دائماً لديها دوافعها فيما تقوم به أياً كان. وهذا الميزان ساعدنا في أن يعطي ملمحاً لكل أحداث المسلسل بأنها متوازنة. ربما لأن هذا ما يحدث في الحياة بشكلٍ عادي دون أن ننتبه له، لأننا نرى جزءاً فقط مما يحدث، لكن في المسلسل نرى كل الأجزاء من جميع الزوايا.
ما الرسالة التي تطمح وصولها للجمهور مع نهاية المسلسل؟
أسعى دوماً أن يحقق كل عمل درامي أكتبه أمراً واحداً، وهو “إثارة التفكير”، وإعادة النظر فيما نعتقد أنه ثابت ومستقر، بينما هو عرضة لإعادة النظر، وأعتقد عموماً أن هذه هي أحد أهم أهداف الفن بشكلٍ عام، شريطة أن يتم بطريقة جذابة ومشوقة بكل تأكيد.
أخيراً.. كيف تتعامل مع المنافسة في موسم دراما رمضان؟
أحب طبعاً أن يحقق المسلسل الذي أكتبه نسبة مشاهدة كبيرة، هذه غاية أي كاتب أن يرى إنتاجه جمهور كبير ويتفاعل معه، لكني في نفس الوقت أتفهم طبيعة المنافسة في رمضان، وذوق الجماهير المتغير. سيظل موسم رمضان موسم الدراما الرئيسي الذي يشكل العرض فيه فرصاً لأن يشاهد جمهور أكبر المسلسل بكل تأكيد. وعليه أدخل رمضان وأنا متفهم المكاسب والمخاطر من العرض الرمضاني وأتقبلها بصدر رحب.
مسلسل صلة رحم
مسلسل “صلة رحم” من تأليف محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، ويجسد دور البطولة إياد نصار، يسرا اللوزي، أسماء أبو اليزيد، محمد جمعة، عابد عناني، نبيل نور الدين، هبة عبد الغني، عمرو القاضي، داليا خليف، ريام كفارنة، سلوى محمد علي، محمد دسوقي، صفاء جلال، بتول حداد، ومحمد السويسي. والعمل من تأليف محمد هشام عبية، ومن إخراج تامر نادي، وإنتاج صادق الصباح.