يُعد الفنان حمدي غيث واحداً من كبار القامات الفنية في مصر والوطن العربي، وكان عاشقاً وأستاذاً للمسرح، حيث ساهم في ازدهار المسرح العربي من خلال مشاركته بالعديد من المسرحيات ممثلاً، كما كان مخرجاً مسرحياً تعاون مع كبار الفنانين ولم يتوقف عشقه عند ذلك الحد، بل امتد لأن يُصبح أستاذاً لتدريس المسرح بأكاديمية الفنون.
حمدي غيث والدراما التلفزيونية والسينما
ولم يتوقف إبداع الفنان حمدي غيث عند المسرح فقط، ولكنه قدم العديد من الأعمال الفنية ما بين السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية والتي تعاون من خلالها مع كبار المُخرجين والفنانين، ومن أبرز الأفلام السينمائية التي شارك بها “صراع في الوادي، الناصر صلاح الدين، الرسالة، التوت والنبوت” كما شارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية والتي لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور ومن أبرزها “ذئاب الجبل، المال والبنون، السيرة الهلالية” والعديد من الأعمال الفنية.
حمدي غيث وأمنيته تجسيد شخصية “الملك لير”
وعلى الرغم من تقديمه العديد من الأعمال الفنية الناجحة والتي حققت نجاحاً لدى الجمهور، إلا أن الفنان حمدي غيث كانت لديه بعض الأحلام التي تمنى أن يُحققها بـ المسرح، ومن خلال لقاء تلفزيوني نادر له تحدث الفنان حمدي غيث عن أحلامه بالمسرح قائلاً: بالرغم من أنه قدم كافة الألوان الدرامية على خشبة المسرح ما بين الكوميدي والتراجيدي وباللغة العربية والعامية، إلا أنه كان يتمنى أن يُخرج مسرحية “هاملت” لـ وليم شكسبير ويُجسد شخصية “الملك لير” بالمسرحية التي تحمل نفس الاسم لـ شكسبير.
وخلال اللقاء تحدث الفنان حمدي غيث عن طرده لإحدى المُشاهدات لإحدى مسرحياته بفترة الستينيات وكشف السبب عن ذلك الفعل موضحاً بأنه كان يُقدم عرضاً مسرحياً تناول الثورة الجزائرية وهو عرض مسرحي مأساوي، وخلال مشهد حزن للشُهداء الجزائريين وأثناء أدائه لشخصية أحد الثوار تفاجأ بضحكة عالية من إحدى الحاضرات فانتظر حتى الانتهاء من المشهد وأغلق ستارة المسرح ووجه لها حديثاً جاداً بأن هذا المكان لا يصُلح لتلك الضحكة، مما يؤكد على احترامه للمسرح وللفن الذي يُقدمه.
وقد رحل عن عالمنا الفنان حمدي غيث في مثل هذا اليوم 7 مارس عام 2006 عن عمر ناهز الـ82 عاماً ومسيرة فنية امتدت لخمسين عاماً قدم من خلالها ما يتجاوز الـ150 عملاً فنياً ما بين الدراما التلفزيونية والإذاعية والسينما والمسرح.