تصدر اسم مسلسل “ثانوية النسيم” مع عرض أولى حلقاته، ترند السوشيال ميديا وأيضاً محرك البحث الشهير “غوغل”، حيث نجح العمل في جذب أنظار شريحة كبيرة من محبي الأعمال الدرامية في الوطن العربي إليه، لكون أحداثه وقصته تسلط الضوء على قضية هامة تتواجد بداخل كل منزل وهي “التعليم” ولكن بمنظور جديد ومختلف، وهذا ما سوف نتعرف عليه من خلال التقرير التالي.
زاوية غير معتادة
بمجرد أن تم الاعلان عن عرض مسلسل “ثانوية النسيم”، اتضحت قصته التي تدور حول مجموعة من الطلاب داخل إحدى المدارس، ووقتها بادر في ذهن الكثيرين أننا سنكون أمام عمل كوميدي على غرار الأعمال التي عُرضت في السابق، ولاسيما المسرحية الشهيرة “مدرسة المشاغبين” والتي جاءت في إطار كوميدي بحت بين الطلاب والمعلمين. ولكن تفاجأ متابعو المسلسل أنهم أمام عمل مختلف، خاصةً وأن القائمين عليه حرصوا على إظهار العديد من التفاصيل حول الطلاب المشاغبين أو كما يُطلق عليهم المتمردين على نظام المدرسة، منها التركيز على بعضٍ من المشاكل الأسرية ومدى تأثيرها على سلوكهم داخل المدرسة، وفي تعاملهم مع معلميها، وكان ذلك جلياً في مجموعة “مشعل” الفنان نايف البحر، والذي كان يقف هو وأصدقاؤه المتمردون، أمام نجاح الطلاب الآخرين والذين عُرف عنهم الاجتهاد في الدارسة، حيث كان يسعى بطرق عدة لعرقلة طريقهم.
ظهور مختلف
حرص مؤلف المسلسل علاء حمزة، على تقديم صورة جديدة للمعلم المثالي، فلم تقتصر مهمته فقط داخل أسوار المدرسة من إعطاء الدروس للطلاب ومساعدتهم في كيفية فهمها، ولكن جعلها تتخطى هذه الحدود، فكما رأينا المعلم “عبد الله” الذي قدم شخصيته الفنان خالد صقر، كان يحرص منذ اليوم الأول أخذ مهمة تغير سلوك الطلاب على عاتقه، ليدخل في تحديات كبيرة مع “نايف” وأصدقائه الذين حاولوا مراراً وتكراراً مضايقته كما يفعلون مع الآخرين. وهنا رفع شعار التحدي معهم دون كلل أو ملل من تصرفاتهم، حيث أكد لهم أنه سوف يتفوق عليهم وسيرون ذلك في نهاية العام الدراسي. وليس ذلك فقط بل حاول التقرب أكثر من الطلاب، حتى يؤكد لهم أنه جاء لمساعدتهم وليس كما يعتقدون، فكان يقوم بزيارات لهم سواء في منازلهم أو الوقوف بجانبهم في المحن التي يمرون بها، كما حدث عندما قرر الذهاب إلى الطالب “مشعل” والذي يحمل عداوة كبيرة تجاه “عبد الله” وذلك في المستشفى التي يتواجد بها والده الذي تعرض لوعكة صحية مفاجأة، وهنا يدور حوار ثنائي بينهما أعلن من خلاله “مشعل” رفضه لتلك الزيارة قائلاً: “إيه اللي جابك هنا، أنت تجلس في المدرسة لإعطاء دروسك فقط”، ليرد عليه المعلم “عبد الله” قائلاً له: “طمني على أبوك وسلملي عليه”.
الرهان على الوجوه الشبابية
اعتمد صناع العمل في اختيار المشاركين به على مجموعة كبيرة من الوجوه الشبابية من النوعين الشباب والبنات، بل وراهنوا على نجاح العمل بهم، فكان ظهورهم رهاناً وليس مجرد وسيلة للتسويق فقط، وهذا ما تحقق من خلال النص الذي كُتب لهم في السيناريو، حيث أظهرهم بشكلٍ مقنع للمشاهد كخط درامي وأداء في ذات الوقت، وكان من بين هؤلاء على سبيل المثال الفنان الشاب نايف البحر الذي جسد دور مشعل، بالإضافة للفنان الشاب احمد الكعبي صاحب شخصية “حمود”، وأيضاً كل من عبيد الودعاني في شخصية “رائد”، و آلاء سالم في شخصية “هيا”، زين جهاد في شخصية “سحر”، فجميعهم نجحوا في النهاية في إثبات حضورهم.