في خطوة مفاجئة، كرّم قبل أيام مهرجان جوي أووردز في الرياض نجاة الصغيرة (1938)، بجائزة الإنجاز مدى الحياة. مفاجأة اعتبرها البعض من العيار الثقيل، إذ إن الفنانة المصرية اختارت الاعتكاف والابتعاد عن الأضواء لسنوات، في ما يشبه الاعتزال. وبحسب معلومات “العربي الجديد”، فإن المفاوضات بين هيئة الترفيه السعودية ونجاة الصغيرة بدأت قبل شهر واحد، فرضت فيها الفنانة المصرية شروطها المالية واللوجستية، لتحضر طائرة خاصة وتقلها من القاهرة إلى الرياض قبل يومين من الحفل.
اشترطت نجاة الصغيرة عدم الغناء بشكل مباشر، وعدم إجراء مقابلات صحافية، كما مُنع المراسلون من الاقتراب من مسرح التكريم وحتى من غرفة نجاة الصغيرة التي لم تجلس مثل زملائها داخل الصالة، واكتفت بالخروج لدقائق وهي تجلس على كرسي متحرك وتؤدي أغنية “عيون القلب” (كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان محمد الموجي)، بطريقة البلايباك.
وقد رحّب كثيرون بعودة الفنانة المصرية إلى الأضواء، إلا أن نقاداً كثيرين رأوا أن المظهر الذي أطلت به صاحبة “أما براوة” غير موفق، خصوصاً أنها بدت غير قادرة على الحركة أو التعبير بشكل مريح، أو حتى ادعاء الغناء على المسرح. بينما انتقد آخرون عدم تكريمها في بلدها مصر، أو عدم زيارة هيئة الترفيه منزل الفنانة لتكريمها فيه، بدل سفرها إلى السعودية، كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الفنانة اللبنانية فيروز في بيروت عام 2020.
نجاة الصغيرة والاعتكاف
يذكر أن آخر أغنية بصوت نجاة الصغيرة صدرت عام 2017 بعنوان “كل الكلام”، كتبها الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، ولحنها الموسيقار السعودي طلال، ووزعها يحيى الموجي. ولاقى الكليب انقسامات شديدة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وإنْ لم يلقَ أي اختلاف بالتأكيد حول صوتها الذي قيل إنه بقي متمكناَ رغم بلوغها نحو ثمانين عامًا. ولكن الأغنية لم تلق الانتشار
وكان آخر ظهور للفنانة المصرية قبل 4 سنوات (2020)، عندما سربت لها صورة تجلس على كرسي بجانب مبنى الشربتلي الذي تسكنه بعد مناشدة بإخلائه جراء التصدعات، وتدخل يومها نقيب الفنانين هاني شاكر وطمأن الجمهور بأن الفنانة بخير وستمكث عند نجلها حتى الانتهاء من ترميم المبنى نفسه