يستضيف المتحف العمومي الوطني باردو بالعاصمة منذ أمس الخميس معرض فني بعنوان “سكان الجزائر الأوائل”، يضم قطع أثرية مكتشفة بالموقعين الأثريين لما قبل التاريخ عين بوشريط بسطيف وتيغنيف بمعسكر ,
ويزين هذا الفضاء الثقافي عشرات اللقى الحجرية والحيوانية الأصلية ونماذج عن لقى بشرية تؤرخ للحضارات الإنسانية القديمة التي كانت سائدة بالمكان،
واختار المنظمون لهذا الحدث قسما خاصا بكل موقع حيث يتعلق الأول بموقع عين بوشريط الذي يعود تاريخه ل 2.4 مليون سنة، وهو ثاني أقدم تواجد بشري في العالم وثاني أقدم موقع أثري في العالم، بعد موقع “قونا” بأثيوبيا الذي يعود تاريخه ل 2.6 مليون سنة,
ويقدم هذا الجناح العديد من اللقى الأثرية التي اكتشفت بهذا الموقع ومن موقعي عين لحنش والخربة المجاورين له، تعود بدرجة أولى للعصر الأولدوانية وبدرجة ثانية للعصر الآشولي، بين أدوات حجرية وبقايا حيوانية (حيوانات أحفورية) على غرار “الحصى المقصبة” و”شظايا من حجر الصيوان” و”لوح كتف لفرس النهر” وكذا “ضرس خلفية لحصان هيباريون” و”فك سفلي لحيوان العلند” بالإضافة ل “قرن غزال سيتيفنسيس”,
وتضم اللقى الأثرية أيضا “ضرس تمساح” و”ضرس خلفية لفرس النهر” و”ضرس ماموث” و”شظايا عظمية” وأيضا “عظمة المشط الخامسة لضبع مرقط” و”فك علوي لحصان تابتي” و”حصى مقصبة” و”أدوات حجرية ذات وجهين” و”نويات” و”سندان”,
وعلى جانب أخر, أعد المنظمون قسما خاصا بموقع تيغنيف الذي يعود بدروه للعصر الآشولي، وهو الموقع الذي وجدت فيه لقى بشرية تعود لإنسان تيغنيف وهو أقدم إنسان في شمال إفريقيا، إذ ينتمي لنوع “الإنسان المنتصب” (هومو- إيريكتوس) ويعود تاريخه إلى “حوالي مليون سنة”، حسب نتائج تنقيبات جرت بالموقع سيتم نشرها “هذا العام”,
ويتيح هذا القسم فرصة للزوار لاكتشاف فكوك سفلية لإنسان تيغنيف (فكوك سفلية لإنسان الأطلس الموريطاني) و”عظمة الجمجمة” الخاصة به، وهي نماذج طبق الأصل للفكوك الأصلية التي عثر عليه قديما بالمكان وتم نقلها إلى فرنسا إبان الفترة الاستعمارية”,
كما يستعرض المعرض مواد حجرية اخترعها ذاك الانسان وأيضا بقايا حيوانية، على غرار “أدوات ذات وجهين” و”ضرس خلفية لفرس النهر” و”ناب سفلية لفرس النهر” و”عظمتي الرتد والكعبرة لفرس النهر” و”عظمة الساق للحصان الموريطاني”,
وإلى جانب القطع الأثرية المكتشفة، يتضمّن المعرض ملصقات عن تاريخ هذه المواقع والبقايا البشرية والحيوانية والأدوات الحجرية التي اكتُشفت فيها، إضافةً إلى مجموعة من اللوحات التي تعيد رسم إنسان وحيوانات تلك العصور تم تجسيدها بناء على معطيات علمية
ويقترح المعرض على الزوار جناح صغير يقدم مجموعة متنوعة من الأدوات التي يستعملها الباحثون الأثريون في حفرياتهم، بالإضافة للعديد من الصور التي تبرز جهود هؤلاء الباحثين وهم في الميدان بكلا الموقعين، وهم يجرون عمليات التنقيب,
نشير هنا ان المعرض يهدف “إبراز قيمة الموقعين الأثريين”، مركب عين بوشريط-عين لحنش-الخربة بسطيف بشرق الجزائر، وموقع تيغنيف بمعسكر بغربها، و”تسليط الضوء على الأهمية البالغة للنتائج العلمية التي خرجت بها التنقيبات فيهما”، ضاربا المثل بنتائج الحفريات بعين بوشريط التي قال أنها “عالمية بامتياز، كونها غيرت نظرة العالم حول مهد البشرية”, حسب مدير متحف باردو,زهير حريشان.