افتك الفنان الجزائري جيلالي قرين الجائزة الأولى في حفل ختام الدورة ال12 للمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة الذي استضافت فعالياته مدينة تلمسان على مدار ستة أيام بمشاركة تسع دول حول العالم,
و اقتنص جيلالي قرين من ولاية مستغانم الجائزة الأولى للمسابقة الدولية التي تقدر قيمتها ب 300 ألف دج عن عمله الفني في المنمنمات بعنوان “الحرقة”، تطرق فيه لموضوع الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط,
وكانت الجائزة الثانية الخاصة بالمهرجان من نصيب الفنان عبد العرفان من دولة باكستان وقيمة جائزته 200 ألف دج, وذلك عن عن لوحة في المنمنمات وقعها بعنوان “شاه جيهان يستمع للموسيقى في باراداري” تحكي عن حياة الملوك المغول في باكستان في العهد “المغالي” (المغولي)، تتجلى فيها خصائص المدرسة المغولية في المنمنمات,فيما ذهبت المرتبة الثالثة التي تبلغ قيمتها 100 ألف دج للفنانة الجزائرية هدى مليك من المسيلة عن تحفتها الفنية في المنمنمات مدعمة بزخرفات جانبية بعنوان” زوجان جزائريان” التي تحكي عن اللباس التقليدي الجزائري,
و فيما يخص جوائز لجنة التحكيم التشجيعية والتي تقدر قيمة الواحدة منها 50 ألف دج, فقد تنوعت بين الزخرفة والمنمنمات حيث نال المركز الأول الفنانة أمينة قاضي وحاز على المركز الثاني الفنانة فريال مخناشي, بينما حل الفنان محمودي نجيب ثالثا,
وبهذه المناسبة, ذكرت رئيسة لجنة التحكيم الفنانة آمال ضيف الله، أن “16عملا فنيا قد ترشح للمسابقة بين منمنمات وزخرفات”، مشيرة أن عمل الفنان جيلالي قرين المتوج “يحمل تقنيات عالية الدقة والجودة، ويعكس أصالة المدرسة الجزائرية في المنمنمات”,
وتشكلت لجنة تحكيم هذه التظاهرة الفنية في عضويتها من كل من الأساتذة أحمد خليلي من الجزائر ونجاتي سنجق طوتان من تركيا وجاهنغير أشوروف من أوزباكستان,
وتميز حفل اختتام هذا الموعد الفني والثقافي بتكريم فناني زخرفة ومنمنمات مشاركين في هذه التظاهرة الدولية بين جزائريين وأجانب, بالإضافة لأعضاء لجنة التحكيم ومديري ومسيري عدد من المؤسسات الثقافية بالولاية,
وعاشت مدينة تلمسان أسبوع حافل بالنشاطات الثقافية والفنية والندوات العلمية و ورشات حية ودورات تدريبية و مسابقة دولية حضرت فيها أبرز المدارس الفنية الإسلامية من ايرانية فارسية ومنغولية وصولا الى العثمانية والجزائرية,
وافتتح المهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة دورته الجديدة السبت الماضي باقامة معرض تشكيلي دولي شارك فيه عشرات الفنانين من الجزائر والبلدان الأجنبية المشاركة, مع تخصيص تكريم للفنان التشكيلي الراحل بشير يلس, إبن تلمسان وأيقونة الفن التشكيلي في الجزائر, نظير مساره الإبداعي الثري والحافل في مجال التشكيل وفن العمارة,
وبرمج المنظمون خلال هذه الأيام الثقافية الدولية التي رفعت شعار” جسور ذهبية” على هامش المعارض الفنية دورات تدريبية وورشات لفائدة طلبة وفنانين شباب من مدارس الفنون الجميلة لعنابة وعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان والتي أطرها أساتذة بارزون في مجال الفنون الإسلامية من الجزائر وتركيا وإيران وغيرها,
و ألقت النسخة الجديدة الضوء على أبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي كالعثمانية والفارسية والمغولية والتيمورية و أيضا الجزائرية, وكذا تجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة التي أرسى قواعدها في الجزائر محمد راسم, وتوفير جو للاحتكاك والتواصل بنظرائهم من البلدان ذات التقاليد العريقة في هذا المجال,
من جهة ثانية, وبمناسبة اليوم العالمي للفن الاسلامي المصادف ل18 نوفمبر , أعدت ادارة المهرجان ندوة علمية حول “مدارس الفن الاسلامي ” بمشاركة أساتذة و أكاديميين من الجزائر والدول المشاركة تطرقت لمواضيع مختلفة كالزخرفة العثمانية نهاية القرن 16, والمدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين محمد وعمر راسم, وكذا تطور مدارس المنمنمات في إيران وأفغانستان.