فجع الوسط الفني الجزائري بوفاة أسطورة الفن الجزائري وواحدا من أبرزأعمدته الممثل القدير أحمد بن عيسى يوم أمس الجمعة في مدينة أورلانس الفرنسية وذلك قبل ساعات من تقديمه أحدث بطولاته السينمائية في فيلم «أبناء رمسيس» للمخرج الفرنسي كليمون كوجيتور ضمن المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد في الدورة 75 لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، المقامة حاليا والى غاية 28 مايو الجاري بمدينة كان الفرنسية, وأعلنت وكالة الانباء الجزائرية عن نبأ رحيل الممثل والمخرج المسرحي المخضرم أحمد بن عيسى عم عمر ناهز 78 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض , ومن المقرر ان ينقل جثمانه الى الجزائر من أجل ان يوارى الثرى بمقط رأسه,وقالت وزارة الثقافة والفنون في بيان أصدرته عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل “فايسبوك” «على مدار 50 عاماً تكلل المسار الفني لخريج المعهد الوطني للفنون الدرامية بأكثر من 120 فيلماً وعشرات المسرحيات، حيث أخرج عدة أعمال للمسرح الوطني الجزائري، فاز بها بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية,كما تقلد المرحوم أحمد بن عيسى منصب مدير مسرح سيدي بلعباس الجهوي في فترة عصيبة كانت تمر بها الجزائر (سنة 1995)، واستحدث مهرجان المسرح الممتاز الذي استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات المسرحية”, وجاء في ذات البيان الذي وقعته وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي “بهذا تفقد الساحة الفنية الجزائرية أحد قاماتها البارزة، ويرتجل من صهوة الفن مجدداً فارس من فرسانها، الذي يغادرنا تاركاً ورائه إرثاً فنياً مسرحياً وسينمائياً، فهو صاحب عديد الأعمال المسرحية التي تركت بصمتها في عالم أبي الفنون، وصاحب رصيد سينمائي غني”,ولد الفنان الجزائري أحمد بن عيسى في 2 مارس عام 1944 بمدينة ندرومة التابعة لمحافظة تلمسان غربي الجزائر, اننتقل بعد ذلك إلى باريس بفرنسا حيث درس في مدرسة المسرح الوطني. وظهر لأول مرة على الشاشة في عام 1971 مع فيلم “ديري بركاني”,ليضع بعدها موهبته في خدمة العديد من المخرجين الجزائريين مثل سيد علي مازيف في فيلم “ليلى والاخريات” و بن عمر بختي في فيلمه الطاكسي المخفي “الكلونديستان” الذي عرف نجاحا باهرا و مرزاق علواش في فيلم “نورمال!” و “حراقة” و مؤنس خمار في فيلم “المسافر الأخير” وكليب “أيام” لوردة الجزائرية أو حتى في سجل الافلام التاريخية لأحمد راشدي في “مصطفى بن بولعيد” و “كريم بلقاسم” و رشيد بوشارب في فيلم “خارج القانون”,وقع الفنان الجزائري للمسرح عدد من الانتاجات المسرحية على غرار (الزيتونة) و(الطير الأخضر) و(عجاجيبة وعجائب) و(الثمن) و(المغارة المنفجرة) و(المفترسون) و(الحب المفقود) و(ريح الحرور) كما قدم للأطفال مسرحية (وصية دمنة),ووضع الراحل بصمته في السينما العالمية وتحديدا الفرنسية ، حيث قدم مجموعة من الأفلام منها “هواة السينما” للوران جيرمان مري و” عقيدي”للوران هيربيت و”أبوبا الشمس” للمخرج جون مارك مينيو و “الأراضي”و”الأخوة الأعداء” لديفيد أويلهوفن مع الممثل الموهوب رضا كاتب،
كما تألق في عدد من الأدوارالسينمائية الجزائرية من خلال أفلام (أولاد نوفمبر) و(الصامدون) و(كحلاء وبيضاء) و(الشيخ بوعمامة) و(الأجنحة المنكسرة) و(مصطفى بن بولعيد) و(ولد عائلة) و(العودة) و(قصص بدون أجنحة) و(كريم بلقاسم) و(الصوت الخفي), كما كان له حضور درامي في عدد المسلسلات من بينها “الوهم” و” دوامة الحياة” و” الذكرى الأخيرة”,يذكر ان أخر ظهور فني للراحل كان في فيلمي “بابيشا” لمونيا مدور و “دم الذئاب” لعمار سي فضيل، بالاضافة الى أخر بطولاته في فيلم “أبناء رمسيس” الذي يعرض حاليا لأول مرة عالميا على الشاشة الكبيرة لمهرجان “كان” السينمائي من توقيع المخرج الفرنسي كليمون كوجيتور,
