رحل الى دار البقاء يوم أمس الخميس بمستغانم عميد الأغنية البدوية الشيخ بن ذهيبة تكوك، المعروف فنيا “بالبوقيراتي”, حيث وافته المنية عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع مع مرض عضال خلال الأشهر الستة الأخيرة, ونعت وزارة الثقافة والفنون الراحل عبر صفحتها الخاصة على موقع” فايسبوك” ,حيث كتبت”ونحن على أعتاب نهاية سنة 2020، يغمرنا الحزن ونحن نودع معها الفنان البدوي الشيخ بن ذهبية البوقيراطي، أحد تلامذة الشيخ الجيلالي عين تادلس، وواحد من أعمدة الأغنية البدوية الأصيلة”, رأى الشيخ بن ذهبية تكوك النور ببوقيرات جنوب مستغانم عام 1942 في بيئة فنية محبة للشعر والغناء البدوي وهو ما ساعده على صقل موهبته الفذة في حفظ القصائد وجمع التراث الغنائي البدوي بمختلف أنواعه في المنطقة الوهرانية,وبدأ الراحل بشق طرقه في عالم الفن بانضمامه إلى فرقة الغناء المسرحي، ثم الفرقة الموسيقية للغناء العصري، وكان له أول ظهور كمطرب سنة 1964 قبل أن يختار الأغنية البدوية الأصيلة سنة 1969 ويبدأ بأداء هذا النوع الغنائي متأثرا بوالده الذي كان فنانا بدويا معروفا بمنطقة “المجاهر”, ويعد بن ذهبية أحد تلامذة الشيخ الجيلالي عين تادلس , حيث تلعم منه الكثيرمن البراعة و الصنعة الفنية قبل أن يبدأ بتسجيل الأغاني البدوية بإذاعة وهران في 1975 ومن بينها أغنية “الغمري” للشاعر “مصطفى بن إبراهيم” (1800-1867) و”قصة مزغران معلومة” للشاعر لخضر بن خلوف (القرن السادس عشر)
وترك الراحل خلفه ارثا فنيا وثقافيا يتضمن مقطوعات غنائية في التراث البدوي على غرار “لو كان البحر جا يهدر ويعاود لخبر” و “مقوى العاشق” و”الهوى روحي وراحتي” و”هاج الربيع” وغيرها من القصائد التي أبدع فيها كتابة ولحنا وأداء، وسجل بعضا منها تلفزيونيا بداية من أغنية “أجي نزور البادية”، كما شارك كممثل في مسلسل “كلثوم” للمخرج محمد حويدق, وكان الراحل سفيرا للأغنية البدوية الوهرانية في تظاهرة “سنة الجزائر في فرنسا” واشتغل طويلا كمنتج إذاعي بالمحطات الجهوية (وهران ومستغانم وغليزان)، حيث مزج بين الغناء البدوي والتراث الشفوي كالأمثال والألغاز الشعبية وقدم عدة برامج تهدف إلى المحافظة على هذا الموروث غير المادي.