أعاد المتحف الوطني للأثار القديمة و الفنون الاسلامية أكبر متحف في الجزائر والقارة الافريقية فتح أبوابه أمام الزوار في حلة جديدة عبر مسارمتحفي محتلف وتحف فنية تعرض لأول مرة في هذا الفضاء الثقافي الذي يقع في قلب العاصمة الجزائر , وذلك بعد عدة أشهر من الغلق بسبب تفشي وباء كورونا, ووفقا لما أكدته محافظة التراث الثقافي ورئيسة مصلحة التنشيط و الورشات والاتصال فتيحة عمار في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الجزائرية فان زائر المتحف الوطني سيجد أمامه كل معلومات الوافية عن المحتويات المعروضة باستخدام وسائط متنوعة منها فيديوهات بما يشفي فضولهم و الاستجابة ايضا لاحتياجات الباحثين و الطلبة, وأشارت ذات المتحدثة أن تعليمات صارمة أعطيت لتوفير كل الشروط الاحترازية الضرورية للوقاية من انتشار الوباء لاستقبال الزوار من مواطنين و باحثين و طلبة في انتظارعودة الوفود المدرسية وغيرها من المترددين على هذا المتحف العريق, و سيكتشف الزوار قريبا التغيرات التي طرأت على مسار العرض المتحفي على مستوى جناح الفنون الإسلامية على وجه الخصوص كما سيطلع على تحف تعرض لأول مرة منها تلك التي اكتشفت حديثا خلال مختلف عمليات التنقيب الجارية في عدة مناطق أثرية عبر الوطن, ويقترح المتحف تحف نادرة في العالم سيعرضها هذا الفضاء الثقافي من بينها قطعة نقدية تعود لفترة للدولة الرستمية التي “قيل انها لم تسك نقود خاصة بها”, كما يضم قطع أخرى لدويلات غير معروفة كثيرا مثل السليمانية ,مذكرة في نفس النطاق ان هذا المتحف الذي دشن في 2004 و الوحيد الخاص بالفنون الإسلامية في الجزائر يضم تحف متنوعة للدويلات الإسلامية التي تعاقبت على الجزائر(الرستمية و الفاطمية والمرابطية و الموحدية ..)الى غاية فترة الامير عبد القادر التي تنتمي تحفها للعصر الحديث,وفيما يخص جناح الفن الاسلامي, يستعرض هذا الجناح تحف و قطع أثرية متنوعة على غرار نماذج من الزرابي من مختلف مناطق الجزائر و تحف خشبية و خزفية مغربية و تونسية تعود للقرن ال19 فضلا عن تحف أثرية يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين القرنين التاسع والخامس عشر ميلادي من بينها منبر الجامع الكبير في العاصمة الجزائر الذي يعود لعهد المرابطين و كذا مصحف الجامع الكبير الذي يعد أحد أقدم المصاحف في العالم,
وفي السياق ذاته, اختار القائمون على المتحف عرض بعض القطع النقدية تعود الى مراحل مختلفة الى غاية الحكم العثماني ونماذج من الصناعات التقليدية للمناطق ذات البعد الأمازيغي (الأوراس ومنطقة القبائل و وادي ميزاب) واسلحة جزائرية منها التي صنعت في منطقة ” بني يَنِّي” الى جانب جناح كامل خاص ب”المسكوكات” النادرة التي ساهمت بتسطير كل المراحل التاريخية التي تعاقبت على الجزائر,ويقدم مبنى الآثار القديمة قطع أثرية و تحف تبرز مختلف الحضارات التي تعاقبت على الجزائر منذ فجر التاريخ وكذا عينات من الحضارة الفرعونية والإغريقية تتعلق بالعبادات و الطقوس من بينها تماثيل ورسومات فسيفسائية ولوحات جداريه كما تعرض قاعة “اييكوسيوم “مجموعة هامة من الأواني الفخارية الرومانية, والى جانب المعارض الفنية, برمج القائمون على هذا الفضاء الثقافي عدة أنشطة ثقافية و فكرية من ملتقيات علمية و ورشات موجهة للأطفال مثل مسابقة فن القولبة , للاشارة, تعود أشغال بناء متحف الاثار القديمة الذي يتميز بطرازه المعماري الأندلسي المغربي المتألق الى 1838 ودشن رسميا في مقره الحالي في 1897 حيث كان في الاول بثكنة الانكشاريين بباب عزون ثم في دار مصطفى باشا قبل ان تستقر في حديقة الحرية.