في تطور مثير لردود الفعل التي صاحبت فوز دونالد ترامب، الرئيس الجمهوري الفائز بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ اليمين الديني اليهودي داخل دولة الاحتلال يقوم بإضفاء سياقات دينية على هذا الفوز الأخير، حيث أصبحت النخب السياسية والمرجعيات الدينية اليمينية تعتبر فوز ترامب “معجزة إلهية” حدثت من أجل تمكين اليهود من تحقيق المنطلقات الإديولوجوية والدينية التي يؤمنون بها.
واعتبر محللين من كبار المتابعين للشأن الديني الداخلي بإسرائيل أن اليمين اليهودي يتعامل مع فوز ترامب على أنه “المخلص المنتظر” والذي ذكرته الأدبيات اليهودية في أنه سيأتي من أجل تخليص اليهود بتدشين الهيكل وإقامة دولة الشريعة اليهودية فوق الأرض.
وقالت موزال موعالم، معلقة الشئون الحزبية في مقال قامت بنشره جريدة “يسرائيل بالس” إن اليمين اليهودي يرى في ترامب أنه المخلص المنتظر، لأنهم يعتقدون أن الرئيس الأمريكي الجديد له القدرة على تهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة وتحقيق البرنامج السياسي لليمين الاسرائيلي المتمثل أساسا في إنهاء فكرة وجود دولة فلسطينية
أما بن كاسبيت وهو من أحد أكبر المعلقين على الشأن الداخلي في إسرائيل فقال الفرح والغبطة الكبيرة التي تملكت عناصر اليمين ومعظم الاسرائيليين تشبه إلى حد كبير الفرحة الكبيرة التي تملكت المجتمع الإسرائيلي بعد انتصار إسرائيل في حرب، وهو ما جعل الحدثين يعتبران من طرف اليهود “معجزات إلهية” من أجل دعم الشعب اليهودي.
وأضاف ذات المتحدث في مقال له تم نشره على موقع “يسرائيل بالس” أن قادة اليمين وزعماء اليهود الدينيين والسياسيين يعبرون ترامب بمثابة المخلص الحقيقي الذي سيعيد المعجزة الإلهية التي حدثت منذ 40 سنة في حرب 67 ضد العرب، ضاربا المثال بأحد الوزراء حيث قال :” زير التعليم المتدين نفتالي بينيت، الذي يرأس حزب “البيت اليهودي” انطلق من افتراض مفاده أن ترامب يمثل المسيح المخلص، ما جعله يطالب بضم الضفة الغربية لإسرائيل إلى جانب إعلانه عن موت حل الدولتين”.
واعتبر كاسبيت أن مستشاري دونالد ترامب لعبوا دورا محوريا في هذا التصور وهو من دفعوا التيار الديني إلى الإقتناع بهذه النسخ الممزوجة بأدبيات اليهود حيث قال :” ديفيد فريدمان، أحد أبرز مستشاري ترامب السياسيين التقى قادة المستوطنين اليهود قبل شهر، وفاجأهم عندما تحدث عن وجوب ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل على اعتبار أن مثل هذه الخطوة ستضمن جعل إسرائيل دولة يهودية من ناحية ديموغرافية وجغرافية”، ولم يكن ذلك مفاجأ لأن فريدمان هو عضو في جمعية “أصدقاء بيت إيل”، وهي جمعية دشنها التيار الديني اليهودي داخل الولايات المتحدة الأمريكية تضع على سقف مطالبها دعم الاستيطان في الضفة الغربية كما أن فريدمان، يعتبر حسب صحيفة “معاريف” الاسرائيلية المرشح الأبرز لكي يكون السفير الأمريكي لدى تل أبيب بتعيين ترامب.