أكد منصف المرزوقي، أول رئيس لتونس بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي أن الربيع ا للعربي لازال مستمرا، معتبرا أن الانقلاب العسكري الفاشل الذي عرفته تركيا، لم يكن سوى محاولة عقاب لها على دعمها للثورات العربية خصوصا في كل من مصر وفي سوريا.
المرزوقي وفي تصريح من العاصمة النمساوية فيين حيث قال بإجراء عدة مقابلات في فترة حلوله بالنمسا، أن الربيع العربي لازال مستمرا، لأن الأسباب التي دفعت إليه لازالت قائمة وموجودة، مضيفا أن كل هزة كبيرة كالربيع العربي، يعقبها تكوين نظام جديد مختلف تماما.
وركز المرزوقي على الدور التركي في تقديم الدعم لدول الربيع العربي، وبذلك تكون محاولة الانقلاب التي تعرضت لها بمثابة محاولة انقلاب على “الربيع العربي نفسه”.
وتحدث المرزوقي على الوضع في مصر، داعيا منظمات حقوق الإنسان إلى التحرك ضد الظلم التي يتعرض له الرئيس المنتخب والمنقلب عليه محمد مرسي، القابع حاليا في السجن، مؤكدا أن لديه إحساس سيخرج يوما ما في السجن، ليستأنف بعد ذلك نضاله.
وبخصوص اتهامات الإدارات الغربية ووسائل الإعلام الغربية للرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بالديكتاتورية، تساءل المرزوقي عن سبب توجيه هذه الاتهامات لأردوغان وعدم توجيهها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي جاء لكرسي الحكم عبد انقلاب عسكري، قام من خلال باعتقال جميع المعارضين وتلفيق القضايا لهم بالإضافة إلى محاضر القتل والتعذيب والاختفاء القسري.
وتحدث المرزوقي أيضا عن الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، حيث قال المرزوقي أنه يعتقد أن الحل الأولي يتمثل في ضرورة إنشاء منطقة خالية من السلاح في شمالي سوريا، تكون تحت الحماية التركية، كما أشار ذات المتحدث أن روسيا أصبحت لاعبا مهما فيما يتعلق بالأزمة السورية، معربا عن أمله في أن يتمكن الرئيس التركي في إقناع فلاديمير بوتين في حل دائما في سوريا، خصوصا بعد عودة الأمور بين تركيا وروسيا إلى مجاريها.
ويعتبر المرزوقي الذي كان رئيسا لتركيا بعد الثورة من أهم المعارضين للرئيس التونسي الحالي الباجي قايد السبسي، حيث كان قد صرح في وقت سابق أن ديمقراطية النظام التونسي الحالية ما هي إلا ديمقراطية مغشوشة ومهددة، منتقدا في نفس الوقت وبشدة أداء الأحزاب الحاكمة التي تولت السلطة في أواخر سنة 2014.
وحذر المرزوقي أكثر من مرة من تعود عجلة الزمن إلى الوراء، ويقوم السبسي النظام التونسي الحالي إلى إعادة إنتاج نظام الرئيس السابق المخلوع زين العابدين بن علي، الذي كانت في عهده تونس تعيش سنوات رصاص بوليسي، تطارد المعارضين، وتقرب عائلة وعائلة زوجته، اللتان احتركتا الحياة في تونس سياسيا واقتصاديا بشكل كامل وهو ما ولد انفجارا كبيرا سمع دويه أيضا في القاهرة وطرابلس ودمشق وصنعاء.