ليس الإرهاب وحده ما يهدد شعوب ودول الساحل الإفريقي بل للطبيعة أيضا تهديداتها وإكراهاتها ذلك ما أكده للتو خبراء في قضايا البيئة والمناخ اعتمادا على دراسات وتقارير فنية تناولت واقع المنطقة الساحلية وحالتها الرعوية والزراعية الحالية والمتوقعة والأخطر في كل ذلك أن الخبراء أكدوا أن الآلاف من سكان موريتانيا والسنغال مهددون بالمجاعة خلال السنة القادمة لعدم وجود المراعي الكافية لتعليف المواشي.
وأظهرت صور فضائية مأخوذة للتو مساحات شاسعة من الأراضي الموريتانية والسنغالية جرداء قاحلة لا مرعى فيها وهو ما يشير لنفوق الآلاف من المواشي التي يعتمد عليها سكان الأرياف في حياتهم اليومية وأكد خبير تحليل المعلومات المناخية في منطقة الساحل ألكس أورانسترن “أن المنتمين هم الذين سيشعرون أولا بألم هذه الكارثة المتوقعة لكن آثارها السلبية ستعم منطقة الساحل كلها”… وأوضح زكريا سالي مستشار صد الكوارث في منظمة مكافحة الجوع “أنه لا يمكن في الوقت الراهن تأكيد عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بكارثة المجاعة المتوقعة لكن يمكن الجزم بأن ثمة مناطق ستواجه حالة أخطر بكثير مما حدث عام 2017. وقدر اتحاد الرعويين السنغاليين عدد الأسر السنغالية المعتمدة بشكل كامل على التنمية الحيوانية بـ350 ألف عائلة وأوضح زكريا سالي “أن الوضع مقلق للغاية وأنه على وكالات الإغاثة الدولية الإسراع في استباق وقوع الكارثة بإعداد برامج لمساعدة المنكوبين” وتشهد منطقة الساحل موسم الأمطار خلال أشهر يوليو وأوت وسبتمبر من كل عام غير أن الأمطار تأخرت خلال الموسم الحالي حيث لم يبدأ تساقطها إلا في أواخر أوت ما يهدد الساحل الإفريقي ليس الإرهاب وحده بل الطبيعة أيضا وأظهرت خرائط فضائية مساحات جرداء واسعة في منطقة تمتد من موريتانيا إلى التشاد وتقع المناطق القاحلة الجادبة التي أبرزتها الصور شمال السنغال وجنوب موريتانيا.