بينما الشعوب الراقية والواعية تموت من أجل القضايا المهمة فان الشعوب التي تم تدجينها وجعلها مثل القطيع تموت في حفل مغني جاء ليأخذ من خزينة الدولة المليارات ويغادر البلاد إلى حيث يعيش بكرامة وديمقراطية… فقد جاء في بيان لمديرية العامة للحماية المدنية أنه خلال حفل سولكينغ تم تقديم الإسعافات الأولية لـ 86 شخصا على مستوى المركز الطبي المتقدم كما تم تحويل 32 شخص آخر إلى مستشفى مصطفى باشا بعضهم كان في حالة حرجة جدا ما نجم عنه وفيات على مستوى المستشفى أما قائمة الضحايا فتضم أطفالا قصر ويتعلق الأمر بـ”أميري ياسر 13 سنة” شاب لم يتعرف عليه 16 سنة” بالإضافة إلى آغا سوفيا 23 سنة قادري شيراز 19 سنة بعوش عبد الرحيم 21 سنة.
نظام الجنرالات معتاد على أن يلهي الشعب الجزائري بالحفلات الغنائية والمباريات الرياضية ليبتعدوا عن السياسية ولكن بعد صحوة الشباب في المظاهرات ومناداتهم بـ”الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية” وصمودهم في وجه النظام حتى التنحي جعل الشعب الجزائري يهتم بالسياسة…. رغم أن الشعب الجزائري سابقا اعتاد أن تكون الرياضة وأخبار المباريات من أهم أولوياته وكانت السياسة تحتل آخر اهتماماته وغالبا لا يعير لها اهتماما حتى اندلعت المظاهرات وتبدلت الأوضاع وأصبح كل فصيل جزائري وكل فئة وطبقة بالمجتمع تهتم بالسياسة وتشارك بأرائها في أي وقت وكل مكان وكأنهم محللين سياسيين ولكن سرعان ما تراجع هذا الاهتمام لتتحول لأمر ثقيل على قلبه ولا يفضل الحديث عنها بعد أن ذهبت بعض أحلامه التي نسجها في خياله إلي أدارج الرياح ولم تتبدل الأوضاع كثيرا فالجنرالات مازالوا في الحكم وأفعى الفساد لم يقطع رأسها (القايد صالح) بل فقط غيرت جلدها (بن صالح مكان بوتفليقة ) لذلك أجمع عدد من خبراء علم الاجتماع السياسي في أن الشعب الجزائري لديه حالة من الإحباط لعدم تحقيق مطالب المظاهرات التي قام بها الشعب الجزائري وعلى رأسهم الشباب منذ 6 شهور فضلاً عن المشاكل الاقتصادية والمادية وموجات الغلاء التي يعاني منها والأزمات التي تلحق به بسبب التعمق في السياسة وكلها عوامل جعلت الاهتمام يتلاشى ليتلقفه النظام وينظم لشعب الحفلات من مال العام لكي ينسى همومه ولكن هذه الحفلات عرت واقع النظام المزري.