عاشت مدينة القل بولاية سكيكدة صبيحة أمس الأربعاء على وقع خبر اختطاف طفل قاصر يتيم الوالدين، و بالغ من العمر 8 سنوات من طرف مجهولين، في وقت شرعت عائلة أمه برفقة المصالح الأمنية في رحلة بحث مضنية للبحث عنه، وعن الخاطفين الذين تم توقيفهم مساء أمس الأربعاء، مما أعاد إلى الأذهان قصص اختطاف و قتل الأطفال في الآونة الأخيرة و الذي خيم على المشهد الإعلامي و المجتمعي وسط سخط شعبي على هذه الظاهرة التي تفشت بشكل رهيب، و لا يكاد يمر يوم حتى نسمع خبر اختطاف طفل هنا و طفل هناك.
و قد عاش أفراد أسرة الطفل المخطوف حالة نفسية عصيبة، و الذين نزل عليهم خبر الاختطاف كالصاعقة، في وقت أغمي على البعض منهم، و قد صرحت الخالة الكبرى للطفل لأحد وسائل الإعلام الوطنية، أنه وعند الساعة الحادية عشرة صباحا، عاد عبد الرؤوف من المدرسة وخرج للعب أمام منزل جده رفقه أصدقائه وإذا بسيارة من نوع بولو سوداء اللون تحمل ترقيم ولاية عنابة تتوقف قرب الصغير، ليسارع أصدقاءه لإبلاغ العائلة، وسردوا عليها رواية الاختطاف، مؤكدين أن الفاعلين فتحوا الباب الخلفي للسيارة، وأرغموه على الركوب بالقوة رغم صراخه وبكائه لتقلع السيارة بسرعة البرق، وتختفي عن الأنظار.
فيما الشرطة وفور ابلاغها بحادث اختطاف الطفل تحركت بسرعة رفقة دوريات من الدرك الوطني للبحث عنه في كل أرجاء المدينة التي تم إغلاق مداخلها ومخارجها بالحواجز الأمنية، مع توزيع منشور عن مواصفات الطفل.
و قد تم إلقاء القبض على المختطفين بعد أن حاول سائق السيارة التي كانت تقل المختطفين رفقة الطفل منتصف نهار أمس اختراق الحاجز الأمني لمدخل بلدية تمالوس على بعد 30 كلم عن القل، ورفضه الإمتثال لإشارة التوقف، ليتم القبض على المختطفين في نقطة التفتيش الثابتة لبلدية سيدي مزغيش بعد أن تم وضع المشط الحديدي لمنع السيارة من إختراق الحاجز.
فيما لازالت التحقيقات جارية مع المشتبه فيهم في انتظار تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القل، لتقول العدالة كلمتها و تكشف التحقيقات الأمنية المعمقة دوافع و خلفيات الاختطاف.
فليس كل مرة تسلم الجرة، ففي جميع حالات الاختطاف التي شهدتها مختلف الولايات انتهت نهايات مأساوية، لكن في حالة الطفل عبد الرؤوف فقد شاء القدر أن تنتهي قصة اختطافه بعودته إلى الأهل و توقيف المختطفين، مما يطرح سؤالا حول المقاربات الأمنية و المجتمعية للحد و استئصال ظاهرة اختطاف الأطفال.