لم يخطر بِبال المواطن الجزائري البسيط وفي زمن التفشف التساؤل في يوم من الأيام ما قيمة الراتب الشهري لمُدرائنا في شركة سوناطراك ربما لظنِّهم بأنه سؤال تافه لا قيمة له. هل يعرف أحد راتب مسؤولو ومدراء شركة سوناطراك وهل يعد ذلك من أسرار شركة سوناطراك لا تستغرب إن علمت أخي المواطن أن مدرائنا يتقاضون أجورا تفوق بكثير ما يتقاضاه مثلا رؤساء الكثير من الدول الديمقراطية التي تحترم مواطنيها قبل أن تحترم مسئولي ومدراء مؤسساتها العمومية دون الحديث عن الامتيازات الكثيرة والتعويضات المتنوعة التي يتم إضافتها للمَبالغ المُبالغ فيها لأجور هؤلاء المدراء المحظوظين.
يتقاضى أحد المدراء والمسؤولين في شركة سوناطراك أكثر من أجر 50 عامل علاوة على سيارة بقيمة تفوق 6 مليون دينار والتعويضات عن التنقلات والمنح. والأكثر من هذا أن أدنى أجر شهري لمدير بمؤسستنا يفوق الراتب الشهري لرئيس الوزراء الإسباني الذي يتقاضى 5.400 يورو وأكثر من راتب الرئيس الروسي الذي يتقاضى 6 آلاف و 700 يورو. بعملية حسابية بسيطة للأرقام نجد أن مجموع الأجور الشهرية ل 5 مدراء تُكلف شركة سوناطراك ما يعادل أجر 300 عامل. دون أن نضيف إليها ما يُكلف المدراء المؤسسة من سكن وسيارات وسائقين وتنقلات والعديد من الامتيازات والمنح السنوية لهؤلاء المسئولين. وبعد هذا وذاك لماذا ورقة أجر العامل البسيط تأتي يتيمة مكشوفة وتتقاذفها الأيدي من مسؤول لآخر ولا تُحترم ولا تُراعى فيها السِّرية والخصوصيات العائلية والشخصية. بينما نتحدى اي أحد وقعت عينه ولو بالصّدفة على ورقة الأجر لمسؤول او مدير طيلة مسيرته العملية في شركة سوناطراك .
السؤال المطروح وبإلحاح شديد من طرف العامل العادي عن نوعية الإضافة التي يقدمها هؤلاء المسئولون والمدراء. والتي كانت مَثار تساؤل العامل البسيط وهو الذي يعرف بأن غالبيتهم لا يلتزمون بوقت أو وعد أو يبَذلون جُهد يُذكر وجُلهم يقضون أوقاتهم منغلقين في مكاتبهم أو في سفريات لا تنتهي في الوقت الذي يعيش فيه أغلب العمال في ضنك العيش وانعدام الخدمات. الشغيلة قد تضطر مرغمة لتقبل تلك الأجور المرتفعة لمدراء شركة سوناطراك .ولكن لو عمل هؤلاء المدراء على تحسين خدمات مؤسستهم في وجه العامل العادي وتطوير الحياة اليومية داخلها حتى تنعكس ايجابيا عليه و ليس على كبار موظفيها فقط . لكان حال شركة سوناطراك احسن ولكن هنا يتم العكس ويواجه هذا العامل المقهور بالجحود وإلزامه بأداء ضرائب لا يعرف كيف نزلت عليه وما الرابط بينه وبينها. ورغم ذلك تُكافئه مؤسسته باقتطاعات تُثقل كاهله المثقل أصلا بمصاريف الحياة اليومية لكي ينعم كبار الموظفين المحظوظين في نعيم الحياة والإعفاء من المصاريف الشهرية – للماء و الأكل في مطاعم المؤسسة والكهرباء و الضرائب و الهاتف الثابت و الجوال و الأنترنيت و تذاكر الطائرات و الإقامة في الفنادق المصنفة.
اخواني الجزائريين نحن العمال البسطاء في شركة سوناطراك نعمل بكل جهد ودون كلل او ملل ولكن عندما تعرف ان هناك اشخاص يشتغلون معك في نفس الشركة ولا يقومون بأي عمل ولا يحضرون حتى الى الشركة مجرد اشباح يأخدون مبالغ طائلة لسبب وحيد انهم ابناء من يحكمون البلاد انداك تطرح سؤال واحد اين العدالة والمساواة .