قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن مدينة الرقة السورية، والتي تعتبر معقل تنظيم الدولة المعروف بداعش، يمكن أن تكون هدفا ثانيا بعد استعادة مدينة الموصل العراقية في حالة إذا ما قام التنظيم للجوء إليها على اعتبار أنها ستكون آخر معاقله المحصنة.
الرئيس الفرنسي وفور وصوله إلى إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل صرح قائلا :”استعادة الموصل مهمة للغاية، ولكن إذا تركنا قادة داعش الذين يشكلون خطرا يتوجهون إلى الرقة، فمن الصحيح القول إن الهدف المقبل يمكن أن يكون الرقة”، مضيفا في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول للقمة، أن بلاده ستقوم بدعم القوات العربية والكردية التي قد تقوم بهذه العملية، والتي قد تضم مكونات وصفها بالمعتدلة من معارضة النظام السوري.
وذكر هولاند بالعمليات السابقة التي قامت بها بلاده في الداخل السوري، حيث قامت بعمليات بقصف لأهداف في سوريا معلقا :” فرنسا وجيشها ستواصل فعل ذلك عندما يكون الأمر مندرجا في إطار أخذ الرقة”.
وكان الرئيس الفرنسي الذي سيترك قصر “الإيليزي” في الأشهر القليلة القادمة قد حذر في برلين من هروب المقاتلين من الموصل إلى مدينة الرقة التي لا تبعد سوى بـ 400 كيلومتر غربي البلاد، مشددا أن الموصل لم يتم استعادتها بعد، وأن العراقيين المدعومين من التحالف بالإضافة إلى البشمركة الكردية استعادها.
هولاند اعتبر أن الموصل هي العاصمة الحقيقية لتنظيم الدولة داعش، وأن الفصيل المقاتل في كل من سوريا والعراق وليبيا، كان ينفذ عملياته الخارجية خصوصا في الضفة الأوروبية انطلاقا من تخطيطه من داخل الموصل، مضيفا أن التحدي الحقيقي لا يكمن في السيطرة على الموصل واستعادتها عسكريا فحسب، ولكن أيضا ضمان إشراك جميع الأقليات وذلك لمنع اندلاع العنف بعد استعادة الموصل من طرف قوات التحالف.
وفي سياق متصل رفض الرئيس الفرنسي المقارنة التي تتم ما بين تحركات الحلفاء بمدينة الموصل، وما يقوم به النظام السوري وداعمينه من روسيا وإيران في حلب حيث الوضع الإنساني أصبح كارثيا، حيث علق قائلا :”في الموصل نعمل على ضمان أن يتم أخذ السكان المدنيين في الاعتبار، واحترامهم وحمايتهم”، بينما “القصف لا يتوقف في حلب”.
وفي نفس السياق أشارت صحيفة واشنطن تاميز الأمريكية أن كلام السيناتور الأمريكي جو بايدن عن تقسيم العراق إلى 3 مناطق حكم ذاتي قبل عقد من الآن أصبح قريبا من التطبيق.
كما أصدر معهد “هادسون” دراسة للمسئول السابق في الاستخبارات الأمريكية “مايكل بريغينت” تحدث فيها عن فرص قيام دولة غربي العراق، تمتلك جميع مقومات الدولة أو الحكم الذاتي على الأقل.
وقالت الدراسة أن استقلال السنة سيكون الحل الوحيد لمعاناتهم، وذلك لأنهم الوحيدين القادرين على هزيمة تنظيم الدولة داعش بشكل نهائي، وذلك في حالة تم ضمن ضمان منحهم سلطة ما، وذلك لشكه الكبير في القدرات العسكرية والذهنية لدى القوات العراقية والأجنبية من أجل التخلص من داعش بشكل نهائي.