يبدو أن مسألة الخلافة على السلطة في الجزائر، تستأثر باهتمام الاعلام الفرنسي الى درجة كبيرة. هذا الاهتمام المفرط هو انعكاس لاهتمام القادة الفرنسيين الذين ما زالوا يعتبرون الجزائر كمحميتهم الخاصة. في الواقع، فإنه لا يمر يوم من دون أن يتناول الاعلام الفرنسي مسألة خلافة الرئيس بوتفليقة التي تقض مضجع فرنسا. قنوات التلفزيون والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية تعالج مسألة الخلافة في الجزائر، من جميع الزوايا مسقطة مختلف السيناريوهات والاحتمالات حول المتنافسين حول منصب ” رئيس الجمهورية”.
وكمثال على ذلك، فإن صحيفة “لوموند” قد تناولت مؤخرا هذه المسألة في مقال بعنوان: “في الجزائر، العديد من المتنافسين على خلافة بوتفليقة”. ووصفت اليومية – التي قاضاها الرئيس بوتفليقة بالتشهير- في مقالها الوضع بنهاية عهد نظام بوتفليقة. وضعية نهاية العهد هذه، وفقا للصحيفة، ناجمة عن عدم قدرة بوتفليقة على الحكم، بسبب مرضه، وهو مصدر قلق للسلطة.العليا. و ترشح اليومية الفرنسية اسم أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري، كمرشح محتمل لخلافة بوتفليقة كما تعتبره قريبا من الوسط الرئاسي.
و كانت الصحيفة الفرنسة قد تقدمت بخيار قايد صلاح، لأن هذا الأخير انتصر في المواجهة الأخيرة التي جمعته بتوفيق مدين ، الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات الجزائرية. بحيث أن قايد صلاح، يجمع بين وظيفتين استراتيجيتين حاليا و حاسمتين في اتخاذ القرارات و اللتان تتمثلان في نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائريو كانت صحيفة “لوموند ” قد تقدمت بذكر. أسماء أخرى لخلافة بوتفليقة منها عبد المالك سلال، أحمد أويحيى، علي بن فليس، والشقيق الأصغر للرئيس، سعيد بوتفليقة، الذي اعتبرته كصانع القرار الحقيقي في الجزائر
و يكن المسؤولون الفرنسيون كوسائل الإعلام الخاصة، اهتماما لا حدود له بكل ما يتعلق ببنية السلطة في الجزائر.ويفسر هذا الاهتمام إلى حد كبير بحقيقة أنهم لديهم امتدادات على مستوى المناصب العليا للسلطة، منذ إقامة النظام السياسي الجزائري.
وعلاوة على ذلك، فإن مسألة الخلافة التي تلوح في أفق في الجزائر تعتبر استثنائية و فريدة من نوعها، لأن الرئيس المنتهية ولايته هو الذي يحاول أن يعين خلفا له لإدامة نظامه. هذا بغض النظر عن أنه منذ عام 1962، كانت هذه المهمة دائما حكرا على الجيش فقط.