ان مشاهدة المسلسلات المدبلجة (التركية + الهندية + الكورية + المكسيكية) أدت إلى حدوث نوع من الخلل في تركيبة المنظومة النفسية والقيمية للأفراد والمجتمع وتلعب دورا فعالا من حيث التأثير في الثقافات والسلوكيات العامة حيث يعيش بعض الشباب في حالة من التوحد بين الشخصية الدرامية الافتراضية والواقع ما يثير حالة من السخط وعدم الرضا نتيجة المقارنة في بعض الأحيان بين التخيل والحقيقة والانجراف للعيش في واقع افتراضي يستمد قيمه وتفاصيله من الدراما.
ان هذه المسلسلات من خلال ما تعرضه من مشاهد عاطفية مبالغ فيها تؤثر على سيكولوجية ونمط سلوك مجتمعنا العربي والإسلامي وذلك التأثير يؤدي إلى انجراف عاطفي مبالغ فيه أو غير مبرر فهي تتناول حياة الفرد الغربي الاجتماعية وتبرز فيها الجانب العاطفي بصورة مبالغ فيها وهي حياة تختلف عن الحياة الاجتماعية للمجتمع العربي كما أن تلك المسلسلات بما تعرضه من مضامين تصور للفرد أن الحياة بدون قيود دينية و كما أنها تعمل على جذب الأفراد نحو معتقدات الغرب وتضعف الاتصال بالمعتقدات العربية الإسلامية . إن هذه المسلسلات تُسلسل عقول المتتبِّعين ولا سيَّما المراهقين وهم في هذه الفترة الحرجة من حياتهم بحكايات قيس وليلى في القرن الحادي والعشرين فتعْلق ملامح التبرُّج والفجور في عقولهم ويصير الحرام حلالًا والممنوع مرغوبًا بشِدَّة تمهيدًا للتحرُّر تدريجيًا من قيم المجتمع الإسلامية و تُصوِّر مشاهد كثير من هذه المسلسلات المدبلجة وخصوصًا الآتية من (تركيا والهند وكوريا )على أن البنت يجب أن تكون حرَّة في تصرُّفاتها تعمل ما تريد دون قيد و ليس لتحرُّكاتها ضوابط نجدها تضع كل ما يحدُّ من حريَّتها وراء ظهرها غير مبالية به. كما نجد ان المسلسلات المدبلجة تُزيِّن الاختلاط بين الذُّكور والإناث وتجعله من روح العصر ومتطلَّباته فالاختلاط في المنزل حيث يصير صديق الزَّوج يجلس مع زوجة صديقه عادي بنت تدخل صديقها للمنزل عادي وهذه المشاهد تتكرَّس أكثر حين يُشاهدها المراهقين خصوصًا فهم يشاهدون أبطالهم المزعومين من الجنسين وهم يضحكون ويتبادلون القبل ويعاشرون بعضهم معاشر جنسية وبدون ان يكونوا متزوجين . فيصير عدم الاختلاط هو الأمر غير العادي عند المراهقين.
وتشجع المسلسلات المدبلجة (التركية + الهندية + الكورية + المكسيكية) ثقافة العُري للمرأة بين أفراد الأسرة وتشجيع ثقافة التبرُّج والعري والتعطُّر والزِّينة خارج البيت ولا تتعلَّق ثقافة العُري بالخروج من المنزل بل نجد اللِّباس القصير والضيِّق وغير اللاَّئق من لوازم أناقة الممثِّلة أمام محارمها أيضًا داخل البيت حسب الدَّور الذي تلعبه في المسلسل فتلبس البنت أمام والدها وأخيها ما لا يجوز أن تلبسه المسلمة أمام امرأة من بنات جنسها! وحين تتكرَّر الصورة من مسلسل لآخر يصبح العُري ثقافة عادية والتعطُّر والزِّينة قبل الخروج من مكمِّلات الأنوثة ولا يهم إن كان أمام المحارم أو غيرهم ولا يهم أيضًا إن كان داخل البيت أو خارجه فنجد المراهقة تقتدي بجزءٍ أو أجزاء من تلك المشاهد المصدَّرة إلينا لأنَّ ترسُّب الأفكار يولِّد لدينا التعوُّد والقَبول.
لقد لعبت هذه المسلسلات دورا هاما في انتشار الفساد في مدارسنا وبين الاطفال والمراهقين وأصبحنا نرى اطفال يتبادلون القبل في اماكن العامة شيء عادي وأصبح الاب يشتري لبنته ملابس ساقطة عادي واقترب الوقت الذي سيجد الرجل شخص غريب في غرفة نومه مع زوجته شيء عادي.