مبدئيا الإستحمار هو ما تقوم به السلطة السياسية أو أي جهة اعلامية تابعة لتلك السلطة تحاول الهيمنة على المواطنين أو مجموعة من البشر بأن تفقدهم نباهتهم الإجتماعية و تستحمرهم أي تجعلهم حمير بأن تتحكم فيهم دون أي مقاومة و إن أرادتهم هناك ذهبوا هناك و إن أرادتهم هنا أتوا هنا. ان استحمار الشعوب يبدأ دائما بأن يبتعد أبناؤه عن الثقافة و الوعي و الإدراك و خاصة القراءة حتى لا يرى الفرد أي شيء سوى آراء القوى الاستحمارية فلا يعرف ماذا كان قبل هذه القوى و لا يعرف آراء مضادة لهذه الأفكار فتصبح الآراء الاستحمارية عقيدة مغروسة فيه و قد تجعله يقوم بأعمال معاكسة تماما لعقيدته الأساسية التي تم استحماره من خلالها.
نحن في القرن 21 وفي زمن الانترنت الذي قرب بين الشعوب وجعل الاخبار تتداول بسرعة خيالية خرجت علينا اكبر مؤسسة اعلامية في البلاد بخبر لا يمكن تسميته إلا بأكبر فضيحة يعرفها الاعلام الجزائري فقد عنونت الصحيفة خبر وبدون حياء او مروءة وتحت عنوان جذاب الجزائر تتفوق على تونس والمغرب في المجال السياحي ضاربتا جميع الارقام والتفاصيل التي تتطلبها مثل هاته الاخبار كعدد السياح الذين زارو البلد في السنة مدخول الدولة من قطاع السياح بعرض الحائط . وتقول ان مصداقية خبرها نابع من احد الصحفيين المتشردين والمرتزقين والذي كان يشتغل سابقا مع نفس المؤسسة .
لقد اصبح شعب يرى بأم العين أن ما يُعْلَنُ في وسائل الإعلام شيء وأن ما يراه على أرض الواقع شيء آخر أي أنه لا علاقة لما يعلن بالواقع فإن كان هذا الذي تقوله الصحافة أو وسائل الإعلام منفصلاً عن الواقع المعاش فهو استحمار للناس. بالله عليكم كيف يعقل لمؤسسة كبيرة تتلقى دعم من الدولة ( من جيوب المواطن) يصل الى 20 مليار دينار سنويا .اذا كان هذا المبلغ الذي يقتطع من جيوبنا لكي تستحرمنا هاته المؤسسة في الاخير. كان اولى لنا استثمار مبلغ 20 مليار دينار في قطاع الصحة والتعليم . ان اول ما يجب فعله لمحاربة الفساد في البلاد هو غلق مثل هاته المؤسسات.