ان سيكولوجية السّلطة الاستبدادية في الأنظمة الديكتاتورية أو التوتاليتارية هي أبشع أنواع الاستبداد وهي تؤدي إلى تغيير في سلوك الأفراد في المجتمع نظراً للمحيط الذي تخلقه. ومن سمات وخصائص السّلطة الاستبدادية الخوف والحذر من وعي وفهم الشعوب بالفساد الواقع في البلد عن طريق الانترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي وكونها تدرك أن هذا الوعي سيؤدي بالشعوب الى قيام بالثورة عليها إن توفّرت لها الظّروف .
دور الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في زعزعة راحة الحكومات المستبدة
شهد العالم العربي أواخر العام 2010 ومطلع العام 2011 هزات سياسية لم يكن أحدٌ يتوقع حدوثها بهذه السرعة وبهذا القدر من التأثير إذ وللمرة الأولى بالعصر الحديث تتمكن بعض الشعوب العربية من تحقيق أهدافها وتطلعاتها في نيل حريتها عن طريق ثورات شعبية أطاحت بحكام بل وأنظمة شمولية حكمت شعوبها طوال عشرات السنوات. والمتتبع لتسلسل الأحداث والوسائل التي سلكتها الشعوب العربية في ثوراتها يلاحظ بصورة واضحة أن مواقع التواصل الاجتماعي قد لعبت إلى جانب دورها الاجتماعي دوراً أساسياً وفعالاً بهذه الثورات أو ما أطلق عليه اسم الربيع العربي. وتحولت من كونها مواقع للتواصل الاجتماعي وبناء العلاقات وتكوين الصداقات وتبادل الطرائف والأحاديث الجانبية إلى مواقع يستغلها مرتادوها ونشطاؤها للتداول السياسي بغية التعبير عن واقع حياتهم وظروف معيشتهم وهمومهم المشتركة. وان الدور الذي لعبته هذه المواقع في إطلاق شرارة الثورات العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص .أبرزت مظاهر تحول هذه المواقع وبالأخص (الفيسبوك)من الطابع الاجتماعي البحت الذي من أجله أنشئت إلى الطابع السياسي المؤثر وترصد كيف تحول نشطاء الانترنت ممن اعتادوا على قضاء معظم أوقاتهم خلف شاشات الكمبيوتر وفي غرف الشات والدردشة والفيسبوك إلى موج بشري هادر في الشوارع والطرقات والميادين يهتفون بأعلى صوتهم ويرددون بصوت واحد الشعب يريد إسقاط النظام.
لكل هذه الاسباب الجزائر طالبت بمعلومات عن المواطن الذي يستخدم الفيسبوك و محرك البحث غوغل.
قالت شركة جوجل الأميركية العملاقة إنها تلقت من الجزائر ألفين و 281 طلبا للحصول على معلومات حول 7 ألاف حساب بين يوليو وديسمبر 2015. و يتضمن الطلب الواحد عدة حسابات. وأضافت الشركة انه يزداد استخدام خدماتنا كل سنة وبالمثل تزداد طلبات الحصول على معلومات حول المستخدمين. وحتى شركة فيسبوك تلقت طلبات من الجزائر.
وتقوم الحكومات بخداع الشركتين بالقول ان الحسبات والصفحات المطلوب معلومات عنها حسبات وصفحات ارهابية رغم ان تلك الصفحات معارض سياسيا للنظام ولا علاقة لها بالإرهاب. وبدلك تمنحهم غوغل و فيسبوك جميع المعلومات .