بعد الشهور الأخيرة والتي شهدت توترا كبيرا بين المملكة العربية السعودية والجمهورية المصرية، رغم محاولة الطرفين المداراة عليه، خطت الرياض أول خطوة حقيقية في طريق قطع علاقات معوناتها لمصر بعد أن أوقفت إمداد القاهرة بكميات المحروقات والمنتجات البترولية المتفق عليها بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان خلال اجتماع بينهما العام الجاري.
وأوقفت الحكومة السعودية الحصة الخاصة شهر أكتوبر، والتي كانت الحكومة المصرية تتسلمها شهريا بقيمة تقدر بنحو 700 ألف طن، في حين لم تعلن الرياض عن أية تفاصيل حول إمدادات النفط لنظيرتها المصرية.
هذا ولم تتأخر الأزمة في طرق باب الوضع الاقتصادي المصري، حيث تسبب توقف الإمدادات السعودية في عودة أزمة شح السولار والبنزين، ما جعل اصطفاف السيارات في الشوارع، وهو ما جعل تجار السوق السوداء إلى العودة لممارسة نشاطاتهم المتوقفة منذ حوالي سنة ونصف.
من جهته قال مسئول حكومي مصري في تصريح لوسائل الإعلام إن شركة أرامكو الحكومية السعودية والتي تعتبر أكبر شركة نفط في العالم، قامت بإبلاغ الهيئة العام للبترول المصرية شفهيا في مطلع شهر أكتوبر الجاري أنها ستتوقف بإمدادها بالمواد البترولية.
أضاف ذات المسئول أن شركة أرامكو قامت بإبلاغ الهيئة العامة للبترول أنه لن يكون بإمكانها إمداد مصر بالشحنات البترولية، فيما لم يقل هذا المسئول عن الاسباب التي دفعت أرامكو إلى عدم تزويد مصر باحتياجاتها البترولية، وأيضا لم يتم التطرق للمدة التي ستتوقف فيها هذه الإمدادات.
وأفادت مصادر من القاهرة أن مصر ستقوم بطرح عدد من المناقصات من أجل شراء الاحتياجات البتروليه من السوق المحلية، وهو ما يعني أن هيئة البترول ستعمل مع البنك المركزي من أجل تدبير 500 مليون دولار من أجل شراء هذه الحاجيات.
وبالرغم أن العاصمتين لم تتطرقا للسبب الذي جعل المملكة العربية السعودية، أحد أبرز الداعمين للنظام المصري بعد الانقلاب العسكري، إلا أن التقارير الأولية تشير أن الخلافات التي طفت على السطح كانت كفيلة من أجل القيام بهذه الخطوة، حيث قامت القاهرة بالتصويت على القانون الروسي من أجل إيقاف إطلاق النار بسوريا، وهو ما اعتبرته السعودية خيانة لها حيث كان الممثل الدائم للرياض في الأمم المتحدة قد قال أنه من المؤسف أن دولا مثل السنغال وماليزيا قد قامتا بالتصويت ضد هذا القرار، فيما قامت دولة عربية بالتصويت معه، معتبرا أنه لا يملك أي تفسير وأنه مصر من يجب أن تملكه.
كما كانت مصر قد شاركت بوفد رسمي في مؤتمر أهل السنة في الشيشان، والذي قام بإخراج السلفية الوهابية المتبعة كمذهب رسمي في المملكة العربية السعودية من زمرة أهل السنة والجماعة، وهو ما أثار غضب رجال الدين في السعودية والذين لهم وزن مهم في البلاد.