يعج المشهد السياسي هذه الأيام بحالة ترقب وسيل من التساؤلات تتمحور في المجمل حول من سيكون الرئيس المقبل بعد أن خفت صوت العهدة الخامسة؟.. فقد كشف محسن بلعباس رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي)أن الرئيس طلب من محيطه سيناريو يسمح له بالخروج المشرف من الحكم الذي قضى فيه 20 عامًا وذلك وفقًا لمعلومات يحوزها عن لقاء جمع كل من الوزير الأول والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى بالإضافة إلى وزيرا العدل الطيب لوح والشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وكذا المنسق العام لحزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب ورئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول.
هذا واقع يعكس هامشية الخيار الشعبي في العملية وغياب أي معيار يختار على أساسه رئيس الجمهورية المقبل.. فالعيون اليوم متجهة نحو القصر الرئاسي منتظرة معرفة من سيقع عليه اختيار الرئيس المريض خليفة له في المنصب لقناعة راسخة لدى كثيرين بأن دعم رأس السلطة سيشكل أفضل ضمانة للفوز بالمقعد.. وهو مؤشر على حجم الخور السياسي الذي يعيشه بلدنا رغم كون ثلاثة أربع مواطنيه هم تحت الثلاثين وتكريس جزئي كذلك لنماذج رسخت هيمنة ديكتاتوريين لا زالوا من القبر يحكمون شعوبهم فأشهر قليلة بل أسابيع هي ما تبقى لنا لنعرف من سيكون الرئيس المقبل؟ ورغم ذلك لا زالت نخبة البلاد مغيبة عن اختيار من يقود سفينة بلدها ومبعدة عن “تدبير” ثروات وطنها المعدنية والطاقوية.. وهما عاملان أساسيان في تحديد الوجهة ومسار التنمية بالبلد ورغم ذلك فالكل يبدو وكأنه “غير معني بما يجري أو في حالة انتظار لما سيقرر نيابة عنه ولعل الرجوع إلى لحظة توقيع شهادة ميلاد الدولة هو ما قد يفسر لنا جزءا من المشهد الحالي ذلك أنه قرار قد تم من جانب واحد كان من بين أهدافه الأساسية وجود طرف يوقع على نهب الدوائر الاستعمارية لثروات بلادنا فكان ميلاد الدولة مصحوبا باتفاقيات مكبلة.