اصبحنا نرى في اغلب الاسر الجزائرية انه من الطفل الى الابوين الكل يمسك (سمارت فون) في يده ويعيش عالمه الخاص . في حين إن الطفل بحاجة إلى التفاعل المباشر مع والديه وأخواته بحيث يجلسون ويتحدثون ويلعبون معًا ولكن (سمارت فون) يجذب انتباه الجميع إلى نفسه فبدلاً من أن ينظر الأطفال بعضهم إلى بعض ينظرون إلى جهاز (سمارت فون) وعندما يبكي طفل أو يريد أن يتكلم بشيءٍ يقوم الآخرون بإسكاته فورًا ربما بعنف وذلك لأنهم يريدون متابعة الفيسبوك او اليوتوب على (سمارت فون) وهذا كله يؤثر سلبًا على تلك العلاقة الودية التي يحتاجها الطفل في الأسرة.
لماذا اصبحنا نرى اطفال يمتلكون (سمارت فون) او (طابليت).
هناك شبه اجماع على أن الأب أو الأم أو كليهما قد يمارسان تعويضا لحرمان تعرضا له في طفولتهما بأن يغدقا على أطفالهما بالألعاب وبكل ما يطلبونه ومنها اعطاؤهم أحدث الأجهزة التي بواسطتها قد تساهم في وصول مقاطع مخلة تخدش الحياء فيحدث أن تسببنا في أن يصلهم الفساد ويطرق أبواب المبادئ والقيم -التي من الطبيعي ان لا يملكها الابن في مثل هذا السن الصغير فهو لا يعرف خطورة هذه الأجهزة ولا يعرف كيف يتصرف اذا شاهد شيئا مخالفا للدين والأخلاق فربما يقع بالفخ. قال أحد اخصائيي العلاج النفسي والسلوكي إن هناك حالة قام بعلاجها لطفل في الصف الرابع الابتدائي أهداه أبوه جهاز (طابليت) ومن خلالها شاهد مناظر مرعبة ومخلة سببت له عدم توازن في شخصيته.
العزلة التي تجعل الطفل عدواني وبدون حياء
ان هذه التكنولوجيا دمرت الشيء الجميل الأبيض النقي في نفوس أطفالنا وحرمتهم من توسيع ثقافتهم ومداركهم بل وحرمت الآباء انفسهم من نقل خبراتهم الواسعة في الحياة الى أبنائهم وإفادتهم . لذلك انا لا أدعو ان يتم حرمان الاطفال من التكنولوجيا والأجهزة لأنه شيء جميل ان يجيد الطفل كتابة الكلمات بواسطة تقنية اللمس وشيء جميل ان يعرف رموز المواقع الشهيرة لكن أي شيء اذا زاد عن حده انقلب ضده . فطفل عندما يعيش عزلة لوحده يفقد في شعوره الداخلي قيمة الاخرين حتى ولو كانوا والديه فيترسخ عنده ان عليه ان يفعل ما يحب وان لا يعارضه احد وان كل من حوله عليهم تلبية طلباته وان لم يفعلوا يقابلهم بعدوانية شديدة مما يجعل الوالدين في اغلب الحالات يعنفون الطفل على سلوكه مما يولد عند الطفل حقد دفين اتجاه والديه .
ان أهمية تنشئة الطفل على ألإيمان بالله و تقوية اعتباره بالانتماء الحضاري الإسلامي وافتخاره بهويته الوطنية وترسيخ قيم الاخلاق والتعايش السلمي مع الاخر في فكره هي اهم حل لتحصينه ضد عوامل الانحراف والتطرف.