تعيش الجزائر اليوم السبت على وقع الاحتفاء باليوم الوطني للدبلوماسية، في ظل إنجازات عديدة حققتها الآلة الدبلوماسية إقليميا ودوليا آخرها إنجاح اتفاق أوبك بالجزائر وتمكنها من تحقيق إجماع بالرغم من الخلافات السياسية بين بعض الدول الأعضاء.
واتسمت الدبلوماسية الجزائرية بالعديد من الميزات التي ظلت لصيقة بها منذ الثورة التحريرية وفي جزائر الاستقلال من خلال الثبات على مبادئ رسمت السياسة الخارجية الجزائرية على مدار عقود خلت على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلا عن رفض استعمال القوة أو التهديد بها لحل الأزمات والنزاعات الدولية مع اعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية، زيادة عل التأكيد على مبدأ التعاون الدولي بصورة أكثر عدلا وتكافؤا.
وقد أثبتت الدبلوماسية الجزائرية أن هذه المبادئ ليس من باب الطرف الفكري في أكثر من مناسبة وأزمة وفي عديد المحافل الدولية على غرار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومناصرتها لقضيته العادلة، وما قضية مالي ببعيدة حيث استطاعت الجزائر إلى الوصول إلى اتفاق سلام تاريخي بين الفرقاء الماليين حينما تولت قيادة فريق الوساطة الدولية، إضافة إلى سعيها اليوم للمساهمة في تحقيق مصالحة وطنية بالجارة ليبيا وهي التي استضافت أكثر من جولة حوار بين الفرقاء ونجحت في حشد الدعم لحكومة الوفاق الوطني.
أما الشقيقة تونس فلا تزال تشهد بفضل الديبلوماسية الجزائرية التي رافقتها منذ 2011 والتي ما انفكت تقدم الدعم للحكومات المتعاقبة من خلال المساعدات والنصيحة والتنسيق الأمني.
كما أنه نجحت الدبلوماسية الجزائرية في إحداث طفرة طاقوية من خلال نجاحها في لم شمل فرقاء أوبك خلال الاجتماع غير الرسمي نهاية الشهر المنقضي والذي أخذ طابع الرسمية وخرج بقرار تاريخي بخفض انتاج النفط في سياق دولي مشحون وأزمة مالية ضربت اقتصاديات منتجي النفط. من جهته أكد الخبير الاقتصادي أحمد حمادوش أن الدبلوماسية الجزائرية اقتصاديا تمثلت في الخروج من سيناريو محسوم باستعمال أوراق ضاغطة واستراتيجية الفاعلين ونظرية الألعاب إلى قرارات تخدم توجهات استراتيجية تخدم الجميع والنتيجة ستحسب بالدولارات.