تحولت مناطق واسعة في أقصى جنوب البلاد إلى مقصد الكثير من المغامرين الباحثين عن الثراء السريع بالتنقيب عن الذهب وفي كل أسبوع تقريبا يعلن الجيش عن اعتقال منقبين عن هذا المعدن النفيس وعن مصادرة آلات وسيارات تستعمل في هذه العملية وبالنسبة للمئات يمكن تحقيق الثراء السريع باكتشاف الذهب الخام في الصحراء ثم بيعه حيث يصل في كل يوم تقريبا مغامرون جدد إلى تمنراست ومعهم معدات وآلات حفر من أجل الوصول إلى المعدن الأصفر.
وقبل مدة اطلقت السلطات سراح أربعة وثلاثين من المنقبين عن الذهب من بينهم خمسة سودانيين كانوا قد دخلوا الأراضى الجزائرية بطريق الخطأ خلال تنقيبهم عن الذهب في منطقة جبلية نائية ومقفرة في أقاصي الجنوب على الحدود مع النيجر حيث تقع منطقة “تيريرين” التي لم يستطع إلا قلة من البشر الوصول إليها فقد تحولت إلى قبلة لآلاف الأفارقة المنقبين عن الذهب إلى درجة أنهم لم يأبهوا لا بطول المسافات ولا بنشاط الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق الذين يجوبون الصحراء الكبرى شرقا وغربا ولا بلهيب الحر الذي قضى على بعضهم عطشا ولا بقوات الجيش المرابطة بكثافة على الحدود فقد ألقت قوات الجيش القبض على 1977 منقّبا عن الذهب منهم 1274 ينحدرون من جنسيات أفريقية والباقي جزائريون كما أنها قامت بحجز 1722 جهاز كشف عن المعادن وعدد كبير من المولّدات الكهربائية ومطارق الضغط و171 سيارة رباعية الدفع وخرائط سرية وأسلحة لذلك تم استحداث فرقة تضم كلا من ضباط من الامن الوطني والدرك والجيش ومصالح الأمن الداخلي وأمن الجيش من أجل الايقاع بعصابات التنقيب عن الذهب.
وبعد كل هذه الاحداث أعلن وزير الصناعة يوسف يوسفي عن الإستعانة بشركات أجنبية للتنقيب عن الذهب تحت الارض وذلك في معرض رده على أسئلة نواب البرلمان حيث قال إن التنقيب عن الذهب كان غالبا فوق الأرض ولكن أكبر كمية موجودة تحت الارض والجزائر لا تمتلك خبرة لاستخراجه ولذلك استعنا بخبرة الشركات الأجنبية في استخراج الذهب من تحت الأرض وهنا يبقى السؤال المطروح هل سيكون مصير الذهب في الجزائر كمصير البترول يسرقه المسؤولون ولا يتركون شيء للشعب .