خرجت فرنسا عن صمتها فيما يخص قضية استرجاع جماجم الشهداء، فقد كذب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال تصريحات وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني مؤخرا حول استرجاع جماجم الشهداء الجزائريين، حيث أكد المتحدث الفرنسي أن فرنسا في انتظار طلب رسمي من الجزائر، بخصوص ملف استرجاع جماجم الشهداء الجزائريين، في وقت كان فيه وزير المجاهدين أكد أن إجراءات استرجاع جماجم الشهداء الجزائريين من فرنسا من أجل دفنها في الجزائر تشهد تقدما.
و قد أعاد تقرير قناة فرانس 24 الجدل الدائر حول الحقبة الاستعمارية واسترجاع الجزائر لأرشيفها وجماجم شهداءها الموجودة في متحف الانسان في باريس إلى الأفق، حيث أكد نادال في تصريح لوكالة الأناضول خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للوزارة في باريس، إن فرنسا والجزائر تجريان منذ عدة أشهر محادثات هدفها إعادة رفات شهداء المقاومة الشعبية، الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر عام 1830، والتي مازالت فرنسا تحتفظ بهم في متحف الإنسان في باريس، مشيرا إلى أن بلاده لم تستلم أي طلب رسمي لاسترجاعها، وأنها تنتظره لإرجاع جماجم ورفات الشهداء الجزائريين.
و كانت وسائل إعلامية فرنسية قد كشفت عن وجود أكثر من 18 ألف جمجمة محفوظة في متحف الإنسان في باريس، تعود إلى شهداء جزائريين قطعت رؤوسهم على يد الاستعمار الفرنسي قبل الاستقلال عام 1954.
وأضاف نفس المصدر أن 500 من تلك الجماجم تم التعرف على هوية أصحابها، و من ضمنها 36 جمجمة تعود إلى قادة في المقاومة الشعبية قتلوا وقطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، ثم نقلت إلى العاصمة الفرنسية لدوافع سياسية وأنتروبولوجية متعلقة بعلم الإنسان.
ويعود أول اكتشاف لهذه الجماجم ولمكان وجودها إلى عام 2011، إثر تحركات وأبحاث تاريخية طويلة قام بها المؤرخ علي فريد بلقاضي، أثبت من خلالها الأخير وجود 36 جمجمة أنذاك في متحف الإنسان في باريس، تعود لمقاومين جزائريين قادوا المقاومة في الفترة الفاصلة بين عامي 1830 و1870، وذهب مراقبون إلى أن الحديث عن جماجم عدد من المقاومين الجزائريين، عاد إلى الواجهة من جديد، عقب سلسلة من العرائض التي تقدم بها عدد من المؤرخين سواء من فرنسا أو من الجزائر، من بينهم المؤرخين الجزائري إبراهيم السنوسي والفرنسي باسكال بلونشار