تؤدي حالة البطالة عند الفرد إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي . بالإضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية . فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم .
ظهور الاكتئاب :
ان أهم مظاهر الاعتلال النفسي التي قد يصاب بها العاطلون عن العمل ظهور حالة الاكتئاب عندهم بنسب أكبر مقارنة بأولئك ممن يلتزمون بأداء أعمال ثابتة وتتفاقم حالة الاكتئاب باستمرار بوجود حالة البطالة عند الفرد مما يؤدي إلى الانعزالية والانسحاب نحو الذات . و ينمي العمل لدى الإنسان روابط الانتماء الاجتماعي مما يبعث نوعاً من الإحساس والشعور بالمسؤولية ويرتبط هذا الإحساس بسعي الفرد نحو تحقيق ذاته من خلال العمل لذا فإن انتماء الفرد إلى مؤسسة أو منظمة عمل بشكل رسمي يعزز ويدعم الذات لديه وعلى عكس ذلك فإن البطالة تؤدي بالفرد إلى حالة من العجز والضجر وعدم الرضا مما ينتج منه حالة من الشعور بتدني الذات أو عدم احترامها . و ينعكس التأثير السلبي للبطالة على الصحة النفسية للفرد بالتأثير على الصحة الجسمية أيضاً إذ أن الحالة النفسية والعزلة التي يعانيها كثير من العاطلين عن العمل تكون سبباً للإصابة بكثير من الأمراض وحالة الإعياء البدني.
الطريق الى الانتحار :
قام باحثون بجمع معلومات من 63 دولة مستعينين بإحصائيات منظمة الصحة العالمية واختاروا المدة الزمنية ما بين عامي 2000 و 2014 وذلك ليضمنوا تحليل المعلومات في فترة الاستقرار الاقتصادي (2000-2007) وفترة الازمات الاقتصادية (2008-2014). ووجدت الدراسة ان حالات الانتحار المرتبطة بالبطالة ارتفعت بنسبة من 20 بمئة الى 40 بمئة في الفترة المدروسة (2000-2014) لتصل الى ما يقارب الـ 60 الف حالة انتحار. والجدير بالذكر ان البطالة كانت مسؤولة عن 29 الف حالة انتحار في العام 2007 لترتفع هذه الاعداد في عام 2009 الى 56 الف حالة انتحار اي ان الركود الاقتصادي الذي حدث في عام 2008 ساهم في رفع عدد حالات الانتحار بشكل كبير. وأشار الباحثون ان هذه الارقام تعكس ضرورة قيام الحكومات بالتركيز وتوجيه الاهتمام على خفض اعداد العاطلين عن العمل من اجل التقليل من حالات الانتحار. كما أوضحت الدراسة ان النساء والرجال تساووا في حالات الانتحار النابعة من البطالة. إلا ان الامر يتعدى انتحار بعض العاطلين عن العمل حيث تؤثر الازمات الاقتصادية على العاملين ونفسيتهم خوفا من التحاقهم بصفوف العاطلين عن العمل مما يجعل هاجسهم وتخوفهم من البطالة يؤدي بهم الى الانتحار.
يجب على الدولة ان تقوم بواجباتها اتجاه الشباب العاطل الجزائري فالظاهرة في ارتفاع و على الدولة ان تجد الحلول قبل ان يتحول الشباب الجزائري الى قنابل موقوتة تنفجر في وجه المسؤولين المفسدين .