حسب المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي ان الاسلوب الذي تستعمله الدول الديكتاتورية لترهيب شعوبها والمتمثل في اطلاق يد المجرمين لاعتداء على المواطنين وترهيبهم يسمى هذا لأسلوب إستراتيجية افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول . و يبدأ بخلق مشكلة وافتعال وضع مّا الغاية منه انتزاع بعض ردود الفعل من الشعوب بحيث تندفع الشعوب مطالبة حلّا لهاته المشاكل . على سبيل المثال تقوم الدول الديكتاتورية بالسّماح بانتشار العنف و الجريمة في المجتمع أو تنظيم هجمات دموية ارهابية حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب حرية وكرامة المواطن أو خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا .
فمثلا نفد صبر الشعب الجزائري وطلب من الحكومة تحقيق مطالبه التالية :
– اعتماد قانون جديد للمالية و الضرائب و محاسبة كل المسؤولين عن الفساد و التهرب الضريبي
– استقلالية القضاء و تفعيل المجلس الاعلى للحسابات بشكل مستقل عن اية سلطة لمحاسبة كل المسؤولين عن نهب ثروات الدولة.
– تمكين كافة الاطر و الشغيلة من رواتب معقولة تسد حاجيات المواطن الرئيسية خصوصا الشغيلة المستغلة من طرف ارباب الشركات الخاصة
– اعادة النظر في مناهج التعليم بشكل يخدم تحسين المستوى و الجودة.
– توفير الصحة للجميع بشكل معقول و محاسبة مافيا الادوية التي تتلاعب في اسعار الدواء و مراقبة المستشفيات.
– تقليص الاسعار بشكل يتلائم مع راتب الموظف البسيط خصوصا المواد الاستهلاكية و تسعيرة الكهرباء و الماء
– توفير كل سنة مالية مناصب شغل خاصة في جميع المؤسسات العمومية و شبه العمومية و الخاصة حسب تخصصات الافراد.
– بناء بنية تحتية للدولة ذات النفع العام (الطرق الصرف الصحي القناطر )و تشكيل فرق للمراقبة و التتبع و المحاسبة.
سيرى اصحاب القرار ان هذه المطالب لن تترك لهم ما يسرقون اذ هم استجابوا للشعب وحققوا له مطالبه . اذا في ماذا سيفكر اصحاب القرار . سيفكرون بلعب بورقة الأمن سيطلقون سراح المجرمين واللصوص وسيعطونهم المساحة الكافية دون تدخل وستكثر السرقة و سيصبح قطاع الطرق منتشرين في كل مكان. فيصرخ الشعب أين الأمن نريد الأمن نطالب بالأمن. الدولة لا تستجيب تزيد حدت المطالبة بالأمن ولا شيء غير الأمن. يطالب الناس بعودة اﻷمن عوض المطالبة بحقوقهم من توفير مناصب شغل أو تخفيض أسعار المواد الاستهلاكية ..الخ. ويبدأ الشعب بنسيان باقي المطالب ثم تتدخل الدولة لإحلال الأمن يسكت صوت الشارع تمر موجة المطالب بسلام تنجح خطة الدولة.
ان الدولة لو ارادت ان تقبض على كل المجرمين في 24 ساعة لقبضت عليهم لكنها تتركهم لان المجرمين هم الذئاب التي تخيف بها القطيع.