على إثر وفاة طفلة لا يتعدى عمرها السنتين ونصف بعد حقنها بجرعة زائدة من الأنسولين، و قد تسبب التشخيص الخاطئ للطاقم الطبي بمصلحة جراحة الأطفال بمستشفى عبد القادر حساني بسيدي بلعباس،على حد تصريحات والدها الذي أودع شكوى لدى وكيل الجمهورية بمجلس قضاء سيدي بلعباس، ليأمر هذا الأخير مصالح الشرطة بفتح تحقيق قضائي لمعرفة الأسباب الحقيقية المؤدية لوفاة الطفلة حفصة خدير.
وقد أوضح والد الضحية الذي كان في حالة انهيار تام تحت تأثير الصدمة بأنه نقل طفلته إلى مصلحة الجراحة العامة في الخامس من سبتمبر بعد ما انسكب عليها زيت مغلى، تسبَب لها في حروق من الدرجة الثانية بعضها سطحي وبعضها غائر على مستوى الوجه، اليدين والأعضاء التناسلية.
وبعد خضوعها لجميع التحاليل والفحوص الطبية تبين بأن أعضاءها الحيوية من رئتين وكبد وبنكرياس لم تتأثر بالحادثة حسب تصريحات الوالد، الذي أرفق حديثه بتقرير طبي يشير إلى استقرار الحالة الصحية العامة للطفلة بما في ذلك استقرار نسبة السكر في الدم وغياب أي التهابات إلى غاية العاشر من شهر سبتمبر، حيث كانت الطفلة تخضع للعلاج من تلك الحروق بصفة عادية وكانت تتماثل للشفاء، وتم رفع ضمادات الحروق عن الوجه حسب تصريحات الوالد.
لتنقلب الأحوال ليلة الـ11 من شهر سبتمبر بعد قيام إحدى الطبيبات بقياس نسبة السكر في الدم للطفلة، فوجدته 4 غرام لتقوم بعدها مباشرة بحقنها بكمية كبيرة من الأنسولين مما أدى إلى دخول الطفلة في غيبوبة لتلفظ أنفاسها في الـ 14 سبتمبر.
و ما اثار شكوك الوالد اطلاعه على التحاليل الطبية الخاصة بقياس السكر يوم 12 سبتمبر تبين انخفاضا حادا في نسبة السكر بالدم إلى 0.25 الأمر غير المنطقي حسب الوالد الذي يعمل بمختبر التحاليل بمستشفى العسكري، خاصة وان الطفلة لم تكن مصابة بداء السكري، مرجحا أن الطبيبة لم تحسن استعمال جهاز قياس السكر وان الرقم الذي أعطاه لها كان محفوظا في ذاكرة الجهاز ولا يخص النسبة الحقيقية للسكر لدى طفلته، مبررا كلامه ومن منطلق خبرته في الميدان أن نسبة السكر إذا كانت 4 غرامات، فإنها تنزل إلى 2 غرام بعد حقن الشخص بالأنسولين وليس لـ0.25 . وما زاد من غموض القضية رفض مصلحة جراحة الأطفال منح تقرير للحالة الصحية للطفلة، وكذا نسخة عن التحاليل الطبية بعد دخولها في غيبوبة لمدة يومين للوالد واكتفت بمنحه تقريرا يسرد فيه الوضع العام للضحية إلى غاية الـ10 من شهر سبتمبر.
وعن سبب الوفاة، أوضح تقرير الطبيب الشرعي إلى أن الوفاة كانت بسبب سكتة قلبية نجمت عن الحروق والتهاب رئوي حاد، حيث لم يشر ذات التقرير إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.
وطالب والد الضحية من المصالح القضائية القصاص لوفاة ابنته الصغيرة ومعاقبة الطبيبة المسؤولة عن هذه الحادثة مع إلزام مصلحة الجراحة العامة بتسليمهم تقارير التحاليل الطبية عن اليومين اللذين سبقا حادث الوفاة.
ومن جهته، صرح مصدر مسؤول بمصلحة جراحة الأطفال رفض الكشف عن هويته، بأن القضية الآن محل تحقيق من قبل المصالح الأمنية، ومن المنتظر أن يتم تحديد خبرة من قبل القضاء لإعادة معاينة جميع التقارير الطبية. والتحاليل الخاصة بالوضع الصحي للطفلة قبل وفاتها، موضحا بأن المصلحة ستتخذ إجراءاتها بعد الاطلاع على تقرير الخبرة، وانتهاء التحقيق الأمني.