كانت المملكة العربية السعودية تستعد على مدار العامين الأخيرين لطرح حصة نسبتها خمسة في المئة من شركة النفط الوطنية السعودية (أرامكو) في سوق الأسهم حيث تواصل المسؤولون مع البورصات الدولية والبنوك العالمية بل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب للترويج للخطة وكان من المنتظر أن يصبح إدراج أرامكو في البورصة الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الموعود في المملكة إذ كان من المستهدف أن تبلغ حصيلته 100 مليار دولار ويمثل أكبر طرح عام أولي من نوعه على الإطلاق وكانت الخطة من بنات أفكار الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وكان ولي العهد دائما يتفاخر بمجالسه الخاصة انه صاحب هذه الفكرة.
ولكن بعد مرور الوقت واجه المشروع انتكاسات على مدار شهور ولذلك تقرر إلغاءه بالكامل والسبب وراء ذلك هو أن الملك سلمان اتخذ القرار بعد أن التقى بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبار في قطاع النفط من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة أرامكو ودارت تلك المشاورات والتي وصلت إلى هذا الحل وقالت المصادر إن الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة بل إنه قد يؤثر سلبا عليها و سيدفع أرامكو للإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية.
يقول الكثير من المطلعين على الأوضاع بالسعودية أن هذا القرار سيشعل غضب ولي العهد والذي يتهم أصلا انه عصبي وسريع الغضب لذلك كواليس الصراع على الحكم في السعودية وأسرار الحرب الباردة الدائرة بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وباقي الأمراء جوهرها هو الاختلافات في سياسة وقرارات ولي العهد وليس الاختلافات الشخصية وهذه الواقعة سيكون لها انعكاس قوي على جميع القيادات بالسعودية حيث أصبح اغلب الأمراء يتقاسمون فيما بينهم وجهة نظر مشتركة حول المخاطر التي يشكلها ولي العهد ولكن هناك فجوة في مواقف كل منهم بشأن الحرب في اليمن وكيف يمكن للمملكة أن تخرج منها على أفضل وجه ولن السؤال المطروح هل سيعتقل بن سلمان من نصحوا والده بوقف صفقة أرامكو .