عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية للزوبعة من جديد، بعد تعليق من طرف حليفه نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الشيوعي، بعد أن كان بنكيران قد قال في لقاء سابق أن حزبه لا يتبرأ من علماء المسلمين ومنهم الشيخ أحمد بن تيمية.
وكان بنكيران قد استشهد في لقاء سابق بمدينة أكادير (جنوب المغرب) من تنظيم شبيبة حزبه عندما تحدث عن الدسائس السياسية بمقولة شهيرة لإبن تيمية قال فيها: “ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت لا تفارقني. أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة”.
وجاء إعادة خلق الجدل بعد أن أعادت شبيبة حزب العدالة والتنمية نشر مقطع يوتيوبي لكلمة بنكيران قال فيها أيضا أن حزبه يتبع المذهب المالكي، وهو المذهب المتبع في المغرب كما أنه يمارس السياسية من مرجعيته الاسلامية نافيا وبشكل قاطع أن تكون هنالك علاقة بين حزبه وبين جماعة الاخوان المسلمين حيث قال معلقا :” نحن لا نتبرأ لن الاخوان المسلمين، لكننا صدقا، لا ننتمي إليهم”.
وردا على هذه التصريحات القديمة نوعا ما، قال نبيل الله حليف بنكيران “الشيوعي” أنه في حالة كان هذه الأخير يتخذ من ابن تيمية مرجعية له فهذا الأمر يخصه، لكن رئيس الحكومة يعلم جيدا أن إدارة الحكومة المغربية لا يمكن أن يتم من خلال آراء وتوجهات ابن تيمية الفقية والسياسية.
وقال بن عبد الله أن وجود العدالة والتنمية في حكومة واحدة مع التقدم والاشتراكية يحتم عليه احترام هذا الأمر وعدم طرح هذه الأمور في مسألة التسيير الحكومي.
وقال أمين عام التقدم والاشتراكية معلقا :”د تكون لنا مرجعيتنا كشيوعيين في الأصل، لكن لا يمكن أن نطالب الحكومة بالتأميم المطلق والطابع الجماعي لوسائل الإنتاج وغيرها من المرجعيات الماركسية، لأننا طورنا فكرنا ومقاربتنا الاقتصادية، ولأن هناك توجهات في الدستور، ولأن هناك أطرافا متحالفة معنا، نحن نعلم أن مع حزب العدالة والتنمية ما يحتم علينا القيام بالعديد من التغييرات”.
هذا، ويبدو أن عبد الإله بنكيران، ورغم أنه وسع بشكل كبير من قناعاته وأعلن أن الحركة الإسلامية قامت بالعديد من المراجعات الفكرية من أجل التوافق مع الواقع السياسي الجديد، خصوصا إعلانه الانفصال عن حركة التوحيد والاصلاح الفرع الدعوي، واقتصاره على الجانب السياسي من الممارسة ما اعتبره البعض “علمنة للحركة الإسلامية”، إنا أن أمين عام العدالة والتنمية لازال يعاني من مشكلة انتمائه لتيار إسلامي، وهو ما بدأ اللعب عليه على بعد أيام من الانتخابات التشريعية من خلال بعض الخرجات الشعبية والإعلامية التي تعتبره يسعى إلى “أخونة الدولة” و”أسلمة المجتمع”.
من جهة أخرى، يقوم متتبعون للشأن السياسي في المغرب، أن النظام السياسي لن يستبعد العدالة والتنمية لشعبيتها الكبيرة حاليا، لكنه وفي حالة فوز الحزب، قد تضغط السلطات من أجل اختيار قائد جديد للحكومة بدل بنكيران.