بعد شهور من التهرب، كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال تواجده بنيويورك عن تواجه تباين حقيقي بين رؤية بلاده ورؤية المملكة العربية السعودية فيما يخص طريقة تسوية الملف السوري والموقف من نظام بشار الأسد وكيفية الإنتقال إلى المرحلة الانتقالية.
ورغم أن سامح شكري حاول الحديث أن موقف نظام الفريق عبد الفتاح السيسي، متناغم إلى حد كبير مع الرغبة السعودية في القضية السورية، إلا أنه لم يستطع أن يخفي مسألة رفض القيادة المصرية الحالية فكرة الإطاحة النظام السياسي لدمشق ما يعني رحيل “آل الأسد” عن الحكم.
وقال شكري أن موقف مصر كان ولازال أن الصراع المسلح لن يحسم شيئا بل سيزيد من تأزيم الوضع، مع التأكيد أن سوريا يجب أن تكون خالية من التنظيمات “الإرهابية”، بينما المملكة العربية السعودية تجد أن الصراع المسلح هو الكفيل بإخراج عائلة الأسد من دمشق وسيقوم بالتغيير وهو ما لم يحدث مضيفا :” مصر لم تتخذ هذا النهج، القاهرة تقدر أن كل هذه التطورات لا يمكن إلا أن تؤدي إلى بلورة سياسية جديدة تعطي سوريا جديدة، تتوافق مع إدارة جميع الأطراف بالبلاد على حد قوله.
وقال وزير خارجية السيسي أن جميع الأطراف يجب أن تكون متفقة على مسألة واحدة، وهي تركيز الجهود على الخروج بإتفاق على ملامح الخارطة الخاصة بالحل السياسي، وكيفية بلورتها من أجل طرحها على أرض الواقع.
وألمح شكري إلى الاتفاق الأمريكي الروسي الذي بدأ يجد له أرضية على أرض الواقع، بعد أن بدأ التنسيق العسكري بين واشنطن وموسكو من أجل القضاء على ما أسمتاه “الجماعات الإرهابية” سواء كانت ذلك داعش، أو جيش فتح الشام وجيش الإسلام وغير ذلك، حيث صرح وزير الخارجية المصري لمنابر إعلامية محلية قائلا :” من الواضح الآن أن الأطراف الإقليمية والدولية وصلت إلى ما كنا ندعو إليه وعبرنا عنه في عدة مناسبات منها اجتماعات أصدقاء سورية، وهو ضرورة أن يكون هنالك إطار سياسي يخرج بسوريا من أزمتها الحالية، حل يشمل عناصر ومكونات المجتمع السوري كافة
اعتراف القاهرة على أن خلافا يوجد بينها وبين الرياض، جاء بعد الكثير من الإشارات التي التقطها متتبعون، منها بداية عدد من المنابر الإعلامية المشهود لها بالولاء لنظام السيسي بالهجوم على المملكة، وهو ما اعتبر ردة في العلاقات بين الطرفين خصوصا أن السعودية كانت من أبرز المؤيدين للانقلاب العسكري الذي قام به الجيش المصري على نظام الإخوان المسلمين سنة 2013، وهو ما جعل الرياض تغدق الملايير من الدولارات من أجل مساعدة القاهرة في أزماتها الاقتصادية المستمرة حتى الوقت الحالي.
جاء تعزيز الصراع الخفي بين البلدين بعد مشاركة الأزهر في مؤتمر الشيشان والذي قال في ختامه أن أهل السنة والجماعة هم الصوفية والأشاعرة والماتريدية، مخرجين السلفية الوهابية، المذهب الفكري والعقدي المتبع من طرف السعودية من زمرة أهل السنة، وهو ما جعل المفكرين والعلماء السعوديين يهاجمون مصر بشكل كبير..