يعتبر تغير المناخ من أحد التحديات الرئيسية في عصرنا حيث يضيف ضغطا كبيرا على مجتمعاتنا وعلى البيئة فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية فبعد تسجيل درجات حرارة قياسية خلال شهر يوليو في تونس والجزائر والمغرب تشهد الدول الثلاث موجة من العواصف أدت إلى فيضانات خاصة في المناطق الجبلية ورغم دخول الجفاف في المنطقة عامه الثالث ثارت مخاوف من مخاطر التغيرات المناخية في دول المغرب الكبير.
ففي تونس حذر المعهد الوطني للرصد الجوي ووزارة الفلاحة من التقلبات المناخية التي تشهدها البلاد، بعد تقطع السبل بسكان عدد من المدن والقرى خاصة في المناطق الغربية المعروفة بمرتفعاتها وفي المناطق الساحلية وسط البلاد وتخشى السلطات التونسية فيضان الأودية خصوصا وادي مجردة أطول الأنهار التونسية إذ يمتد من سوق هراس في الجزائر وحتى خليج تونس العاصمة. وفي بلادنا أفادت وكالة الأنباء نقلا عن مصادر طبية بأن خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وتشرد نحو 345 عائلة منذ بداية الشهر الجاري بولاية تمنراست جنوبي البلاد جراء تشكل برك مائية خلفتها الأمطار الغزيرة وسجلت بلادنا درجات حرارة قياسية عالمية الشهر الماضي بلغت 51.3 في ورقلة جنوبي البلاد وهي أعلى درجة سجلت في القارة الأفريقية هذا العام. أما في المغرب ذكرت وسائل إعلام محلية أن صفارات الإنذار دوّت بمنطقة أوريكا الجبلية غربي البلاد لتحذير الأهالي والسياح من فيضان مياه الوادي وكانت منطقة أوريكا قد شهدت فيضانات فجائية في صيف 1995 راح ضحيتها العشرات.