حقق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال عامه الأول في المنصب بعض الانتصارات الكبيرة فقد عدل قوانين العمل ليسهل إجراءات توظيف وفصل العاملين وواجه النقابات العمالية لإصلاح شركة السكك الحديدية المملوكة للدولة وكبح عجز الموازنة للمرة الأولى منذ عشر سنوات لكن هناك مجالا لم يحقق فيه الرئيس الكثير بسبب ضيق صدره فأسلوبه الفظ ينفر في بعض الأحيان الناخبين الفرنسيين وبعض القادة الأجانب على ما يبدو وعلى مدى الأسبوعين الماضيين تسبب لسانه الحاد وميله إلى تلقين الدروس في مشاحنة دبلوماسية مع إيطاليا وعرضه لانتقادات في الداخل بعد أن وبخ تلميذا لتحدثه معه بطريقة غير رسمية.
وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن شعبيته انخفضت إلى 40 في المئة فقط، وهو الأحدث من بين عدة استطلاعات أظهرت تراجع شعبيته بسبب أسلوبه الواثق كثيرا والذي يتحول إلى ضغط على الآخرين ليفعلوا مثله وعندما يتحداه أحد فإنه ينزع إلى وضع الناس في مكانهم فعندما نادى طالب على ماكرون قائلا كيف الحال يا مانو؟ خلال أحد المراسم في شمال فرنسا الأسبوع الماضي وبخه ماكرون قائلا لا لا لا عليك أن تقول لي سيادة رئيس الجمهورية أو يا سيدي وأضاف عليك أن تفعل الأمور بالأسلوب السليم حتى إذا كنت تريد أن تقود ثورة يوما ما عليك أولا الحصول على شهادة وأن تتعلم كيف تضع الطعام على المائدة ولم تكن تلك المرة الأولى التي يوبخ فيها ماكرون الأشخاص الذين يتصور أنهم لا يحترمونه فعندما كان وزيرا للاقتصاد قبل بدء حملته الرئاسية وصفه رجل بأنه مجرد ثري يرتدي بذلة ورد ماكرون قائلا أفضل وسيلة كي تدفع ثمن بدلة أن تجد وظيفة واستطلاع الأسبوع الماضي هو الأحدث الذي يظهر تراجع شعبية ماكرون على الرغم من التحسن في أداء الاقتصاد الفرنسي.