في مقال له على صحيفة يدعوت أحرنوت اليوم الخميس، قال وزير الحرب الاسرائيلي السابق موشيه يعلون أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية غير واقعي وبعيد عن النجاح نظرا لعدة أسباب أبرزها المصالح المتضاربة .
وقال يعلون في مقال له تحت عنوان “اتفاق عديم الاحتمال” إن إطلاق النار في سوريا بعيد أن يتوقف لأن المصالح المتناقضة لجميع الفاعلين لن تسمح بتحقيق حسم أو تسوية سياسية تقرر وقاعدا جديدا في دولة سورية حالية متفككة، من أجل إيقاف سفك الدماء حسب تعبيره، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في نظام سني معدل له مرجعية غربية، لكنها حتى الآن مازالت تتردد في استثمار أي خطوات تسير في هذا المنحى، في الوقت الذي ترغب فيه روسيا بالحفاظ على النظام العلوي سواء بوجود الأسد أو عدم وجوده، حتى لا يكون البديل هو التفكك التام والتطرف ما يعني فقدان السيطرة على النظام والبقعة الجغرافية بطبيعة الحال، أما تركيا فهي ترغب في نظام سني في دمشق، لكنها لازالت منشغلة في حربها ضد الحركات المسلحة الكردية، وذلك بعد أن قام أردوغان بدعم الحركات الجهادية في سوريا وتسهيل دخول الجهاديين إليها من أجل ضرب الأكراد.
وأضاف الوزير السابق أن هذه المعطيات تؤكد بقاء الفوضى، كما تزيد من امكانية عدم نجاح وقف إطلاق النار، ما يعني هذا هذا الإتفاق هو تدخل خارجي وليس لمصالح واضحة للجهات المتخاصمة لرغبتها في وقف الحرب، أما عن الوضع في سوريا فقال ذات المتحدث :” سوريا أصبحت الآن مقسمة إلى كانتونات على أساس ديموغرافي، بيتقديري فإنها ستبقى لسنوات طويلة أخرى”.
أما عن الوضع السياسي، فقال يعلون أنه هناللك معسكرين، شيعي بقيادة إيران وحزب الله تدعم الأسد سياسيا وعسكريا، وسني بدعم من دول الخليج، ينقسم بدوره إلى جماعات “معتدلة” وجماعات “جهادية”، وهي التي أصبحت تدعم بشكل كبير من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يظهر جليا دعم روسيا للمعسكر الشيعي.
وتطرف الكاتب إلى مسألة الأكراد، الذين يتعرضون للهجوم الكبير من طرف تركيا حليفة أمريكا، في الوقت الذي تدعم فيه هذه الأخيرة الأكراد في معاركهم ضد تنظيم داعش، وهو ما يعني أن الوضع داخل كل معسكر غير مستقر وهو ما يعكس صعوبة الوضع خصوصا إذا تحدثنا عن اتفاق بين المعسكرين أساسا.
أما عن نظام الأسد فقال أن فرصه في النجاة صغيرة جدا، دون الدعم من موسكو وطهران وهو ما يعني ببساطة أن بقاء الأسد من عدمه أضحى قرار خارجيا ليس للنظام السوري قرارا فيه.
وتحدث الوزير الإسرائيلي السابق عن النقاط الحمراء لإسرائيل والتي اختصرها في: عدم السماح بخرق سيادتها والرد بشدة حين يحصل ذلك، عدم السماح بنقل وسائل قتال متطورها لأعداء تل أبيب، وعدم السماح طبعا بنقل أسلحة كيماوية لنفس الأعداء، مشيدا بسياسة إسرائيل بعدم التدخل في الوضع وردع جميع الجهات المشاركة من نظام سوري وإيران وحزب الله وداعش.