قال الشاعر أحمد فؤاد نجم في وصف الشرطة التي تحمي الفساد : لمّا حاميها يكون حراميها وبلاده وراء ظهره راميها طالع نازل واكل فيها مسنود بالبدلة الضبّاطي طاطي راسك طاطي. ألم يصبح الشرطي رمزاً للفساد والرّشوة في الجزائر على مبدأ حاميها حراميها؟ لماذا الشرطة ببلادنا ليست في خدمة الشعب وإنما في خدمة النظام الفاسد يعني هي مجرّد أداة في خدمة النظام والشعب يشعر بحدسه المرهف وبالممارسة اليومية أن هذا الجهاز البوليسي هو في خدمة النظام السياسي وليس في خدمة الشعب وعندما نعرف أن هذا النظام السياسي هو نظام استبدادي فاسد لأنه ببساطة أي جريمة أكبر من جريمة اختلاس أموال الشعب؟ أي جريمة أكبر من تزييف إرادة الشعب عبر الانتخابات؟ أي جريمة أكبر من قتل الناس في التعذيب؟ أي جريمة أكبر من وضع الناس بالآلاف في السجون؟ وهذه الجرائم الكبرى من يحميها اليوم؟ الجهاز البوليسي (رجال الهامل).
عندنا اليوم قضيتين لتعرفوا كيف أن الشرطة ببلادنا رحيمة بالفاسدين وشديدة على المناضلين في القضية الأولى ثم طرد عرّاب الحقوقيين في الجزائر علي يحي عبد النور من مسكنه وهذه القضية دامت أكثر 35 سنة أي منذ تاريخ صدور قانون 01-81 المتعلق بتسوية الأملاك الشاغرة بعد الاستقلال وهناك تقدم المناضل علي يحي الذي يسكن العمارة منذ 1962 ليومنا هذا بطلب تسوية الوضعية كباقي سكان العمارة فتم تسوية كل السكان ماعدا خمسة منهم إلى غاية السنوات الأخيرة أين تم تسوية وضعية الأربعة المتبقين دون شقة علي يحي عبد النور وعلى الرغم من أن علي يحي لما كان وزيرا للفلاحة والاستصلاح الزراعي رفض الحصول على فيلا اقترحت عليه وفضل البقاء في شقته كما رفض رمز النضال الحقوقي في الجزائر مقترح تقدم به حقوقيون في إطلاق حملة وطنية ودولية لجمع تبرعات النشطاء والمتعاطفين مع علي يحي عبد النور لحفظ كرامة إسمه من أجل شراء شقة والخروج من الضغوطات التي تهدد حياته على الرغم من تقدمه في السن وعدم مقدرته على التحرك فقد قال علي يحي عبد النور أنا مريض جدا ولا أستطيع الدفاع عن نفسي ضد قرار طردي من مسكني .وفي القضية الثانية نشر المناضل رشيد نكاز بعض الصور التي تظهر حالته الصحية بعد الإعتداء عليه لفظا و جسديا من طرف حوالي 19 شرطي من أمن ولاية البليدة إضافة إلى سرقة مبلغ هام من العملة الصعبة 5000 يورو رغم أنه طلب نقله لأقرب مستشفى بعد اقتياده بالقوة إلى أمن ولاية عين الدفلى لكن قوبل الطلب بالرفض بحجة تعليمات لعدم إسعافه إلى غاية تسليمه لأمن ولاية شلف ليتم نقله لمستشفى الصبحة لإجراء كل الفحوصات اللازمة و نظرا لحجم الإصابة تم نقله لمستشفى الأخوات بعدها مستشفى أولاد محمد و استمرت الفحوصات لساعة متأخرة من الليل.
في ظل هذا النظام الاستبدادي الفاسد الذي يحكم بلادنا هناك سوء استعمال لهذه الشرطة كما هناك سوء استعمال للجهاز القضائي كما هناك سوء استعمال للجهاز الإعلامي لأن كل هذه الأجهزة عوضاً أن تكون في مصلحة المواطن أصبحت في خدمة مجموعة ضيقة والتي هي النظام الفاسد أليست الشرطة هي من تقمع المظاهرات؟ أليست الشرطة هي التي من تحمي التزييف؟ أليست الشرطة هي التي من تسجن الأحرار وتحمي الفاسدين في المقابل هل تحقّق الشرطة في اختلاسات الأموال العمومية؟ هل تحقّق الشرطة في قضايا التهريب ؟ طبعاً لا إذاً هناك سوء استعمال للجهاز الأمني ونحن ما نريده كصحافيين أو كحقوقيين هو عودة هذا الجهاز الأمني إلى وظيفته الطبيعية في خدمة المجتمع وليس في خدمة العصابة الحاكمة