أول مرة سمعت فيها تعبير (فرق تسد) كنت في الثانوي حين تناقش معنا في حديث سياسي نادر أستاذ اللغة الفرنسية سعيد بوضياف وراح يشرح لنا بجرأة لم نتعودها من المعلمين معنى diviser pour régner كسياسة خبيثة تعتمد عليها فرنسا لإشاعة الفرقة في صفوف الشعوب التي تستعمرها واذكر أننا بالمستوى البسيط من الوعي السياسي بادلناه الحوار فقال أحدنا ليست فرنسا وحدها التي تفعل ذلك فهناك اليوم أزلام فرنسا يريدون أن يحافظوا على مصالحهم في السيطرة على الشعب لنهب ثرواته وتنفيذ مآربهم السياسية المختلفة يلجئون لمثل هذه السياسة فأجابه الأستاذ بالقول هذا صحيح فكما فعلت فرنسا في الجزائر وأججت نيران اكبر نزاع بين الأمازيغ والعرب فالمسؤولين الذين يحكمون البلاد يفعلون نفس الشيء.
ترى ما الذي جعلني أتذكر هذا كله الآن ؟ نعم تصريحات الأخيرة للنائبة في البرلمان ورئيسة حزب سياسي نعيمة الصالحي ضدّ الأمازيغ والتي أثارت جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة فقد وصفها البعض بـالخطيرة فيما دافع آخرون عنها وعُدّت هذه التصريحات مثيرة للفتنة بحسب الكثير من المعلّقين في الفيسبوك إذ اعتبروا تصريحات صالحي بأنّها خطيرة وكتب احدهم معلّقاً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي هذا كلام خطير جداً لرئيسة حزب تحرّض على الكراهية والفتنة بين الجزائريين لذلك يجب على العدالة أن تتدخل والمجلس الشعبي الوطني يجب أن يكون له موقف وعلى الداخلية أن تتحرّك لأنّ مثل هذه الخطابات أدخلت الجزائر في عشرية الدم ولأنّ هذه السيدة هي ممثلة للشعب”. وعلّق إعلاميون على كلام صالحي ووصفوه بأنّه خطير جداً وغير مسؤول فيما رأى آخرون أنّ هكذا تصريحات من قبل صالحي تدخل ضمن سياقات الإثارة وإلهاء الشعب وقالوا إنّ نعيمة عوّدت الجزائريين بمواقفها المتقلّبة مرة ساندت العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومرّة كانت ضدها ومرة هي مع الجيش ومرة ضده ومرة مع الزوايا ومرة ضدهم معتبرين أنّ خوضها في القضية الأمازيغية لم يأتي صدفتاً.
وفي الأخير لكل عاقل في هذا الوطن هل تعتقد أن شخصية مثل نعيمة صالحي لديها القدرة أن تطلق مثل هذه التصريحات لو لم تكن مأمورة من أناس يعرفون الظرفية التي تحتاج مثل هذه التصريحات فحتى لو تمت معاقبة نعيمة صالحي في مسرحية هزلية فالنظام لديه المئات من نعيمة صالحي فتصريحاتها هي أوامر تعطى من قصر مرداية.