بعد تسريب وثيقة الحكم النهائي وصادر من المحكمة العسكرية بالبليدة ضد مدير سونطراك ولد قدور عبد المومن في قضية جوسسة ضد الدفاع الوطني نتساءل هل من الصعب في عالم السياسة بالجزائر أن نعثر على مسؤول يقول الحقيقة ستجد الوزير أو المسؤول الكبير يتحدث مثل ملاك بأجنحة وينتقد الفساد ويقدم رؤى عميقة للمشكلات وحلولًا عبقرية بينما وهو في موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا وربما متورطًا حتى أخمس قدميه في الفساد.
فمادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون يجلسون على كراسي المسؤولية فمن الصعب الحديث عن الأمل والتغيير وحتى لا نكون مثاليين فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا والازدواجية لكن الموضوع عندنا زائد وكثير وتخطى كل المسموح به عالميًا ومحليًا فالحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء وانتهازيين باتفاق الأدلة يتسللون ويقدمون أنفسهم في ثياب الناصحين بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات في السياسة ويطالب بالتطهير والمحاسبة فعدد كبير من كبار المسؤولين من محترفي الفساد في بلادنا يتحدثون عن الطهارة والشرف ولديهم نظريات في الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة فكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات أو مواقع التواصل ظاهرها الحرص على الوطن وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة وهناك فاسدون يمتلكون قدرات على البقاء والفوز والعيب ليس عيبهم لكنه عيب النظام السياسي والاجتماعي الذي مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز والوصول إلى مواقع التنفيذ والتشريع عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي لا يكفي أن نتحدث عن مواجهة الفساد بل الأهم هو اختراع كل القوانين التي تمنع الفساد من الحصول على هدايا التغيير إن الشيء الوحيد الذي يجب أن يظهر في الجزائر هو رمي المسؤولين الفاسدين داخل حاويات القمامة كما في أوكرانيا.