وجه عبد الرحمان السديس إمام الحرم الملكي كلمة لمن وصفهم بعقلاء إيران، يدعوهم فيها إلى احترام مكة المكرمة والحرم المكي والكعبة المشرفة، وعدم ادخال هذه الأماكن الاسلامية إلى منظومة المشاكل السياسية والدبلوماسية الصغيرة.
وقال السديس الذي قام بالحلول مكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الذي غاب لأول مرة عن خطبة عرفة منذ 35 سنة، أنه يجب على عقلاء الشيعة وإيران أن يعرفوا قداسة هذا البيت وأن من أراده بسوء فان الله منقم منه معززا كلامه بالآية الكريمة ” ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل”، مضيفا: “وهكذا عبر التاريخ، ما أراد أحد بهذا البيت فتنة أو إثارة أو تشويشا أو فوضى أو تعكيرا للأمن إلا ابتلاه الله عز وجل”.
وجاءت كلمة السديس في إطار الأزمة الديبلوماسية الحالية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية بإيران، حيث لازال التصعيد مستمرا بين الطرفين، في الوقت الذي كانت مصادر صحفية قد تحدثت عن تعويض الشيعة مكة المكرمة بكربلاء بعد فتوى لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأوصى السديس والذي يشغل منصب رئيس شئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الحجاج بتقوى الله معتبرا أن شرف الإنسان عند الله يبدأ باستخلافه في الأرض على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منوها بأن الإسلام جاء بدين الحق الذي لا يجوز لمسلم أن يرتاب فيه وهو الدين الذي لن يقبل الله غيره من بني البشر يوم القيامة.
وقام السديس باستذكار خطبة رسول الله صلى الله عليه و سلم من نفس المكان، معتبرا أن خطبته كانت جامعة مانعة موجزة رسخت المبادئ الكبرى للدين الاسلامي، معبرا: ” رسول الهدى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أعلن في خطبة الوداع حقوق الإنسان وحدد معالم الحريات وأسس منطلقات الكرامة الإنسانية لبني البشر”.
وركز السديس على نقطة أن الإسلام لا يفرق بين العرب والعجم وأن لا فرق بين الإثنين إلا بالتقوى كما تفيد الآية الكريمة، كما أنه لا يفرق بين شخص وشخص آخر لأنه يفوقه في النسب أو المال.
هذا وأصبحت شعيرة الحج أحد أهم شعائر الاسلام تعاني من تأويلات سياسية، بين دخول السعودية وإيران في حروب دبلوماسية نظرا لمواقف البلدين المختلفة في العديد من الساحات على مستوى الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا والعراق ولبنان.
وكانت إيران قد منعت حجاجها من أداء الشعيرة هذه السنة، بسبب طلبها ضمانات كبيرة من السعودية خصوصا بعد حادث تدافع منى السنة الماضية والتي قضى فيها أكثر من 400 إيراني، وهو الأمر الذي رفضه الرياض لأنه سيضر بالتفاصيل التنظيمية للحج حسب قولها.
وبدأ فتيل النزاع يسيطر على ساحات الحرم بعد قيام عدد من الشيعة بتسجيل فيديو يدعون فيه بالتوفيق والسداد للحشد الشعبي الشيعي، أحد الميليشيات المهمة في القيام بعمليات تطهير عرقية ضد السنة في العراق وسوريا.