في رسالة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اليوم السبت، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمحامي قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، دعا إلى المحافظة على التماسك الاجتماعي و الوحدة الوطنية و إلى التقليل من أوضاع التشنج و المواقف المسبقة “التي قد تضر بالتوافق المجتمعي”.
و قال الرئيس بوتفليقة أنه “يجب أن لا يغيب عن الأذهان ما تتميز به المرحلة الراهنة من توسع في دوائر الخطر التي تحيط بمناطق شاسعة من حدودنا تضاف إليها المنافسة الدولية الصعبة وتضارب المصالح الاقتصادية القائمة على سعي الأقوياء للاستئثار بالموارد المتاحة دون حساب لغيرهم”، مشددا على أن “هذه الحقائق هي العوامل المضافة التي تحث أبناء الوطن على التماسك الاجتماعي و المحافظة على الوحدة الوطنية والتقليل من أوضاع التشنج والمواقف المسبقة التي قـد تضر بالتوافـق المجتمعي الذي نحن في أمس الحاجة إليه في مثل هذه الأوقات”.
و في هذا السياق، أبرز رئيس الدولة ضرورة أن “تظل الروح الايجابية، التي تقدر المصلحة العليا للوطن و تجعلها تسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى، هي الدافع والمحرك الأساس لـمختلف الفعاليات الناشطة في البلاد”.
و أكد الرئيس بوتفليقة أن “ما تضمنه الدستور الأخير من تثبيت للمكونات الأساسية لهويتنا، و هي الإسلام و العروبة و الأمازيغية، هذه المكونات المرتبطة بوشائج وعرى لا تنفصل ولا تنفصم، هي من العوامل التي تغذي هذه الروح الإيجابية وتزيد في طاقة أبناء الوطن الواحد على العمل من أجل ترقيته وازدهاره في كنف السلم والوئام و الأمن والازدهار”.
و ذكر أن الجزائر بعد أن استطاعت أن تتغلب على “الإفرازات السلبية لسنوات المحنة” وتجاوزت الدمار الذي خلفه الإرهاب “بإمكانياتها الذاتية” في محيط دولي لم يكن في تلك السنوات على دراية بامتدادات الظاهرة وعبورها للأوطان، وبعد أن تمكنت من تحقيق الـمصالحة الوطنية و”تحويل حالات فقدان التوازن وتضييع الإحداثيـات إلى طـاقة مفيدة للأمن والاستقرار”، تمكنت من “إرساء قواعد انطلاق جديدة لاستئناف مسار التنمية و والتقدم على أقـوم وأهدى سبيل”.
و شدد رئيس الجمهورية على أنه “ينبغي أن يسود الاقتناع بأن توفير أفضل الفرص لحياة المواطنين وتحسين أوضاعهم على مختلف المستويات يستوجب مواصلة التنمية وهو رهان لا يقل شأنا عن الرهانات الأخرى إن لم أقل أهمها”.