قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الحكومة المغربية ستقوم ببناء 600 مسجد جديد في أنحاء المملكة وتزويدها بالطاقة المتولدة من الشمس في محاولة لتوعية المواطنين بأهمية موضوع الطاقة النقية والحفاظ على البيئة عن طريق الطاقة الشمسية البديلة.
وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة أن الحكومة المغربية بدأت بالفعل مرحلة إعداد مشروع يهدف إلى إنهاء المساجد الـ 600 بحلول شهر مارس من سنة 2019 في بادرة تعكس توجه جديد للإدارة المغربية فيما يخص الطاقة البديلة بعد أن كانت البلاد قد افتتحت مشاريع كبيرة للطاقة البديلة وهي مشروع نور 1 ونور 2.
وقالت الصحيفة أن 100 مسجد سيتم تزويدها بمصابيح وسخانات من الطاقة الشمسية، وأنظمة كهربائية ضوئية في نهاية هذه السنة، حيث ستتولى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية البادرة مدعمة إياه بنسبة 70 بالمائة من تكاليف هذا الاستثمار بشراكة مع الحكومة الألمانية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزيرة البيئة المغربية حكيمة الحيطي تصريحها الذي قالت فيه أن الإسلام سيكون له دور كبير في نقاش موضيع الطاقة النقية معتبرة أن الدول الإسلامية مدعوة إلى العودة لتقاليدها الأولى وتذكير جميع مواطنيها أن الإنسان صغير مقارنة مع حجم الأرض التي يسكنها والذي تساهم في حماية الإنسانية.
وذكر التقرير أن نقل الطاقة النقية إلى المساجد سيكون بنفس الطريقة التي يتم استعمالها في المباني والمنازل والشركات عبر تدريب فنيي الكهرباء والتقنيين والمراقبين من أجل قيادة المغرب في مجال الطاقة البديلة وذلك عن طريق سلوك نفس التوجه الذي كانت ألمانيا قد اتخذته في وقت سابق.
هذا وكانت ألمانيا قد أخذت هذا التوجه عن طريق توفير التكنولوجيا بدل الفرص المالية في الصناعة، وهي نفس الفكرة التي ستكون الحكومة الحالية المغربية على موعد مع بلورتها داخل البلاد، وهو ما لم يجرب حتى الآن في أي بلاد في العالم ( في إشارة إلى عمل المساجد بالطاقة البديلة) حسب تصريح كريستوفر كونتز المسئول الألماني عن المشروع.
هذا ذكرت الصحيفة أن المغرب حرص على إدخال العنصر النسوي في هذا المشروع، حيث شارك عدد من المرشدات والواعظات في تقديمه، حيث مثلت النساء ربع المشاركين في حلقات النقاش حسب كونتز دائما.
وقال التقرير أن المتعاقدين سيتحصلون على أجور خلال هذه الطاقة البديلة المولدة عبر الأنظمة التي تم تركيبها، مضيفا أن إعمار هذه المساجد هو الذي سيساهم بشكل مباشر في تخفيض الاستهلاكيات للطاقة البشرية بنسبة كبيرة تصل إلى 100 بالمائة.
وختمت الغارديان تقريرها بالقول أن البدء في المشروع سيبدأ بالمدن الكبيرة كالعاصمة الرباط ومدن الدار البيضاء وفاس ومراكش، لينتقل بعدها إلى القرى والبدلاء الصغيرة، حيث ستنضاف هذه المساجد الـ 600 إلى 15 ألف مسجد سيتم العمل على دعمها بهذه التقنيات الجديدة.