بعد كارثة التدافع الدموي الموسم الماضي والذي يعتبر أخطر حدث شهده الحرم منذ حوالي 30 سنة وموديا بحياة مئات الحجيج، بدأت المملكة العربية السعودية القيام بعدة إجراءات من أجل تجنب حادث السنة الماضية والذي وضع المسئولين في موقف صعب بعد التشكيك في قدرة الرياض على تسيير أحد أهل المناسبات في العالم الإسلامي.
ومن أكثر الأمور المقلقلة للسلطات المحلية، هاجس الإرهاب خصوصا بعد أن قام مهاجم انتحاري بتفجير نفسه وسط أربعة جنود يوليوز الماضي عند الحرم النبوية بالمدينة المنورة، حيث من المنتظر أن يحج حوالي مليون مسلم في مكة المكرمة كما هو الحال في كل سنة.
وقامت السعودية بعدة خطوات من أجل ضمان سلامة الحجيج وضمان سير موسم الحاج الحالي في أحسن الظروف منها، تزويد الحجاج بأساور إلكترونية من أجل تتبع حركة الحشود والإعلام المبكر في حالة كان هنالك أي تكدس و إضافة كاميرات جديدة في الحرم المكي من أجل مراقبة مسألة التدافع مع زيادة المزيد العاملين تقديم التكوين الكامل لألوف الموظفين الحكوميين وأفراد الأمن والمسعفين والذين قاموا بإجراء تدريبات من أجل الإعداد لمناسك الحج ووقفة عرفات يوم الأحد القادم.
كما أعلنت السعودية عن زيادة مستوى التنسيق مع الدول المرسلة لبعثات الحج من أجل ضمان التزام الحجاج بالمواعيد المتفق عليها مسبقا من أجل أداء المناسك، حيث كان منصور تركي المتحدث بإسم وزارة الخارجية السعودية قد قال أن تنظيم المواعيد يعتبر أهم نقطة من برنامج الحج مضيفا أن هذا الأمر هو أكثر نقطة يتم التركيز عليها من أجل ضمان مرور المناسك على ما يرام.
كما قام المسئولون السعوديون بافتتاح بوابة الكترونية لإدارة الحشود المتجهة من أجل نسك رمي الجمرات والذي شهد منذ سنوات العديد من الحوادث حسب ما كانت قد نشرت جريدة الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن السنة الماضية وتحديدا يوم 24 شتنبر 2015 أودى تدافع بحياة 2297 حاجا حسب الإحصائيات المطروحة من طرف الحكومات الأجنبية فيما قالت السلطات السعودية أن عدد الضحايا لم يتجاوز 769 شخصا.