كل شيء في البلاد يرتبط ببعضه البعض الوقائع والتصريحات سواء بالصدفة أو بحسابات من وراء الستائر ونجد ملفا يستغل لحساب حلحلة الآخر وهكذا منذ الاستقلال والجزائريون يسيرون بلغة المفرقعات والشبهات والإثارات الحزبية والإعلامية وقبل أن نتحدث عن علاقة كل ذلك بالرئاسيات القادمة يجب أن نؤكد على أمر خطير للغاية وهو أن الرئيس بوتفليقة لا يملك برنامجا أصلا كما يزعمون والذين جاءوا به من الخليج أرادوه واجهة فقط لأجل تنفيذ مخططاتهم الجديدة التي عقبت المجازر والدم.
فتصريحات بارون المنشطات والمنومات طليبة وتصريحات المرحوم الشهيد ولد عباس (لأنه وصف نفسه بالشهيد في إحدى الجلسات الخاصة) كلها تسير في اتجاه واحد وخرجت في توقيت مخطط له. مثلا قصة وفاة محمد بوخرّوبة المعروف بـهواري بومدين والذي حكم الجزائر بالدم والرصاص صارت كما يشبه المسلسل الذي يلقي ظلاله على المشهد السياسي الجزائري من حين لآخر ولا يمكن أبدا أن تكون النية سليمة وخاصة في ظل هذا النظام الذي أفلس من كل النواحي ومن يملك بضاعة يمكن تسويقها للشعب الجزائري لإلهائه فيجب أن يخرجها. لهذا فإن كان ما يطلق عليه باغتيال بومدين مجرد قصص لأنه توجد قضية أهم وحديثة جدا وثابتة بالصوت والصورة أتحدى أي كان من هؤلاء أن يتحدثوا عنها ويكشفوا أسرارها وينبشوا بأغوارها وتتعلق بمحمد بوضياف الذي تمت تصفيته من طرف جنرالات الحركي. لذا فالتصريحات الأخيرة جاءت على أساس أنها تدخل في إطار صراع عصب ولوبيات لها جذورها في تاريخ الحكم الجزائري وتتلاعب بمصير الشعب والبلاد مرة من خلال ملف بومدين الذي يقال أنه تسمم وأخرى بقصة العقيد شعباني حيث يتم تحميل بن بلة المسؤولية وكل واحد يرمي الكرة في شبكة الآخر لأن عصابة الحكم تريد من خلال هذه الملفات تلهية الشعب الجزائري عن حقيقة واقعه المزري فيبقى الناس مشغولون بملف تراجيدي وسريالي اسمه تسميم بومدين وهذا التسميم حدث في زرالدة مما يعني تورط مسؤولين بارزين في ذلك وهنا الأصابع تشير إلى تورّط بوتفليقة بسبب علاقة غامضة لبومدين بوالدته والفضل يعود لها في جعل بومدين يعتمد على ابنها ويعينه وزيرا وهو لا يزال مراهقا والذي كان يبكي بومدين كما يبكي الأطفال أباءيهم حسب ما كشفه صالح جعيواط وهو من الطاقم الطبي الذي سهر على رحلة علاج بومدين وآخر يوجه أصابع الاتهام للشاذلي بن جديد وذاك يزعم بدور ما لأسماء أخرى لها ثقلها في منظومة الحكم ربما محمد الصالح يحياوي ربما رابح بيطاط..
واحد يطلب بعهدة خامسة لعبد العزيز بوتفليقة وأخر ينبش في وفاة محمد بوخرّوبة المعروف بـهواري بومدين والذي اتهم فيها بوتفليقة والشعب كما العادة يفتح فمه في هذه التصريحات ويفكر في إقصاء الخضرة من كاس العالم.