أبدت وزارة الداخلية الإيطالية قلقها مما وصفته بعملية “الغزو” للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من البحر مع بداية شتنبر من السنة الجارية محذرة من أن فصل الخريف القادم سيكون موعدا حساسا لمواجهة هذه الظاهرة خصوصا أن الأحوال المواتية ستجعل معدلات الوافدين رتفع بشكل كبير.
وقالت الوزارة أن المعطيات التي تحصلت عليها أفادت أن 13 ألف مهاجر في الأيام الأربعة الماضية تم إنقاذهم، مضيفة أن الرقم الحالي لن يتوقف بل سيزيد حسب التوقعات ذلك لأن إيطاليا أصبحت وجهة أولى لطرق الهجرة، ما يدفع البلاد إلى تبني خطة دفاع أمامية لمواجهة هذه الحالة التي تصفها روما بـ “الطارئة”، لأن عكس ذلك سيكون خطيرا يهدد انهيار البنية القادرة على استضافة الوافدين الراغبين في الوصول إلى أوروبا من باب إيطاليا.
وأفادت الأرقام الصادرة عن ذات المصر أن عدد المهاجرين الواصلين لإيطاليا وصلوا 107 آلاف و89 مهاجر غير شرعي قادم عن طريق البحر، مقابل 116 ألف و141 مهاجر سري في ذات الفترة نفسها من السنة الماضية ما يعني تصاعد في الرقم وصل إلى 9 آلاف مهاجر و52 مهاجر وهو رقم مرشح للارتفاع.
هذا وتعرف السواحل الليبية خصوصا على الجهة الغربية ارتفاعا كبيرا في حركة الهجرة غير الشرعية، حيث يزداد مع الوقت عدد المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في الوصول إلى “الجنة الأوروبية” في الوقت الحالي قبل حلول فصل الخريف، لأن الرحلات تصبح أكثر صعوبة مع تغير حالية الطقس.
وتنطق بشكل أسبوعي أعدادا متزايدة من المراكب التي تغرق غالبيتها المحيط قبل الوصول إلى السواحل الإيطالية وذلك بسبب العدد الكبير الذي ينطلق في كل قارب بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية، حيث تقوم في بعض الأحيان خفر السواحل في إنقاد البعض، فيما تعود جثث الغارقين إلى السواحل الليبية، يكون في انتظارها السكان من أجل دفنها.
وانتشرت الهجرة غير الشرعية بسبب غياب الرقابة الفعالة على الحديد الليبية بسبب الفوضى الكبيرة وانعدام الأمن بشكل كامل بعد الثورة الليبية سنة 2011 والتي أطاحت برأس الرئيس السابق معمر القذافي، حيث تحولت شواطئ البلد المتوسطي الذي يبعد فقط بضع مئات من الكيلومترات عن أوروبا الهدف الرئيسي لعشرات الآلاف من المهاجرين الساعين إلى تحسين وضعيتهم الحياتية بسبب الأزمة الاقتصادية والحرب الأهلية في ليبيا التي تعيش انقساما كبيرا.
وكان خفر السواحل الإيطاليون قد أعلوا يوم الاثنين السابق أنهم نسقوا عمليات إنقاذ نهو 6500 مهاجر قبالة السواحل الليبية في 40 سنة إنقاذ، إذ يعتبر هذا الرقم أحد أكبر رقم سجل خلال السنوات الأخيرة في البحر الأبيض، فيما نشرت منظمة ” برواكتيفا أوبن آرمز” على حسابها الرسمي على موقع تويتر صور ومشاهد المهاجرين المكدسين فوق بعضهم البعض والبالغ عددهم 700 شخص بعد أن تمكنوا من الحصول على سترة نجاة للوصول إلى المسعفين المنتظرين على الساحل.