الانترنت صارت من أساسيات الحياة الحديثة للشرائح العمرية كافة غير أنه يمكن استخدامها في أشياء غير نافعة وهدامة في بعض الأحيان خاصة لدى الأبناء في مراحل العمر المبكرة وهي مراحل خطرة وذات تأثير قوي على شخصية الإنسان ومسيرة حياته ما يفرض على الآباء مراقبة حواسيب وهواتف أبنائهم بغية الاطمئنان على سلوكياتهم من أنها تمضي في المسار الصحيح غير أن هذه الرقابة تثير حفيظة بعض الأبناء وتخلق مشاكل مع أولياء أمورهم ما يستلزم نوعاً من الوعي عند التعامل مع هذا الأمر من أجل الوصول إلى علاقات سليمة بين الآباء والأبناء وبالتالي خلق الثقة بينهم وهذا يسهم في النهاية في التربية السليمة وحسن توجيه الأبناء في هذه المراحل المهمة من حياتهم.
قتلت لعبة الحوت الأزرق المئات من الأرواح على مستوى العالم وقد قتلت ثلاث مراهقين ببلادنا فما هي هذه اللعبة؟. تُعرف هذه اللعبة باسم “تحدي الحوت الأزرق” وهي لعبة إلكترونية تتكون من 50 مهمة تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً بعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي يُطلب منه نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً عند 4:20 فجراً ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف وفي منتصف المهمات على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى “حوت أزرق” وعقب كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب إلى أن يصل اليوم الخمسون الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم وسبب تسميتها الحوت الأزرق لأن الحيتان الزرقاء عرف عليها ظاهرة الانتحار فهي تسبح جماعة أو فرادى إلى الشاطئ وتعلق هناك وتموت إذا لم يحاول أحدهم إرجاعها مجدداً إلى المياه والرابط هنا هو محاولة إيذاء النفس ووضعها في موقف لا يمكن التراجع عنه.
في ظل حياة مفتوحة خصوصا مع وجود الهواتف الذكية وخدمات الأنترنت التي تربط العالم كله ببعضه وكل شخص فيها يستطيع أن يصل إلى من يريد وما يريد في أي وقت بالطريقة التي يريدها أصبح على الآباء مراقبة للأبناء ضروريا ولا غنى عنه لحمايتهم من الشرور وفي الجانب المقابل يرى الأبناء أن في ظل عصر مثل عصرنا يتسم بالحرية فأن مفهوم أسرهم لموضوع المراقبة مرفوض من الأساس لأنه يعني التقييد لذلك على الآباء بناء علاقة جديدة مع الأبناء ومد جسر التواصل والحوار والنقاش لأنه أفضل من سياسة المنع والعقاب والسلطة والتحكم ويتأتى لنا ذلك من خلال خطوات بسيطة منها مصادقة الآباء للأبناء تجعل الأبناء يتمتعون بالحرية في مقابل تمتع الآباء بالمعرفة لكل أمور أبناءهم فكن صديقا تكن أكثر معرفة بشؤونه كن دائما متواجد للمساعدة واعطي لهم ما يريدون من الوقت وتواصل معهم دائما ولا تأخذك مشاغل الحياة.