منذ تولي محمد بن سلمان، ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، والخطوات التي تبذلها هذه الأخيرة في تسارع مستمر نحو إسرائيل، في تطبيق لسيناريو التقارب العربي الاسرائيلي الذي تحلم به تل أبيب وعدد كبير من العواصم العربية على رأسها أبو ظبي والمنامة والقاهرة والرياض.
ونشرت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية تقريرا جديدا حول هذه الخطوات المتسارعة نحو اسرائيل من طرف بن سلمان الذي زار سرا تل أبيب، وذلك حتى يقي نفسه من نار حزب الله اللبناني، الذراع الأصيل لإيران في الشرق الأوسط.
وأفادت الصحيفة البريطانية :” إذا ما تمخض التنافس الإقليمي السعودي الإيراني عن تفجر مواجهة عنيفة من نوع ما داخل لبنان، فلن تقتصر تداعيات ذلك على اللبنانيين، بل سوف يُجر نحو الصراع آلاف الفلسطينيين واللاجئين السوريين”، مضيفة :” لو حصل ذلك، فقد تحل بعتبة باب أوروبا أزمة لاجئين جديدة، الأمر الذي ينبغي أن يمنع أي بلد أوروبي من تشجيع المخططات السعودية، أو التورط في التواطؤ معها لقلقة السلام الهش القائم حاليا بين قصور لبنان المتعددة”.
وواصلت المصادر ذاتها :” من حسن الطالع أن سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان عبروا عن دعمهم للدولة اللبنانية، ولم يبدوا أي نية في المساهمة بتأجيج الوضع من خلال دعم المزاعم السعودية بأن لبنان هو الذي أعلن الحرب على المملكة”، مشددة :” سيكون بإمكان المملكة العربية السعودية الإخلال بتوازن الوضع في لبنان فقط من خلال العمل مع إسرائيل، البلد الوحيد الذي يملك قدرات عسكرية تهدد السلام الهش في لبنان. هل يمكن أن يصل الأمر بمحمد بن سلمان لأن يبرم صفقة مع إسرائيل يمنحها فيها التطبيع الكامل، مقابل أن تقوم إسرائيل بتدمير حزب الله وإيران في لبنان؟””.
وأكدت “ميدل إيست آي” أن أي شيء أصبح متوقعا من محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية بسبب اختفاء أبيه سلمان بن عبد العزيز عن الأضواء، والذي لا يفكر كثيرا قبل اتخاذ مجموعة من القرارات، كان آخرها اعتقاله لعدد من الأمراء ورجال الأعمال بتهمة “الفساد المالي”، مضيفة :” إذا كان القمع الذي يمارسه داخل البلاد واعتقاله لأبناء عمه مقياسا لما يمكن أن يصدر عن محمد بن سلمان، فإنه يتوجب على المجتمع الدولي، خاصة أولئك الذين سيتأثرون بشكل مباشر من إجراء في لبنان، أن يمارس الضغوط عليه؛ لوضع حد لأوهامه بأن بإمكانه أن يصبح سيد العرب والمدبر لشؤونهم من الشام إلى عدن”.
وختمت الصحيفة بالقول :” كما ينبغي على المجتمع الدولي أن يظهر تضامنه مع لبنان؛ من خلال التنديد المسبق بأي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان”، ذلك لأن في حالة طلب بن سلمان من اسرائيل التدخل ضد حزب الله اللبناني فسيكون لبنان بطبيعة الحال هو الهدف الأول والأساسي،خصوصا المنطقة الجنوبية حيث تنتشر القوى الشيعية المؤثرة في البلاد.