رفض حمد الكواري، مرشح قطر الذي خرج من الجولة النهائية في انتخابات المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسيكو” أن الحديث عن الدول العربية التي صوتت لصالح المرشحة الفرنسية أزولاي، لن ينفع في شيء، معتبرا أن التاريخ كفيل بالكشف عن العديد من الأمور.
وقال الكواي في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” مصر إحدى هذه الدول، وهذه 50 بالمئة من الرد، وأترك الخمسين لك، ولا داعي لذكر الدولة الثالثة، لأننا حريصون على الوحدة العربية.
وتطرق المتحدث نفسه لكواليس هزيمته أمام الفرنسية أزولاي، إذ أفاد :”
دعني أقول لك إن اليونيسكو منظمة مهمة جدا، والتصدي لإدارة اليونيسكو مسؤولية كبيرة جدا، وقد آثرت قطر أن أكون مرشحا مديرا عاما لليونيسكو من منطلقين، أولهما إيماننا بهذه المنظمة، وثانيا القناعة التامة بأنني قادر على أن أقوم بهذه المهمة، وفعلا قمنا بأمر لم يقم به أي مرشح آخر، وهو أن الترشيح بدأ مبكرا جدا، منذ عامين قبل الانتخابات، ولكن التفكير في أن أكون مديرا عاما لليونيسكو كان قد سبق ذلك بوقت طويل، في عام 2012 بعد أن تبوأت رئاسة مؤتمر “لوكتاد”، وأنهيت المؤتمر بنجاح، وقد كان من أكبر المؤتمرات التي عقدت في قطر، وبعد هذا المؤتمر، طلب مني أن أكون مرشحا مديرا عاما لليونيسكو، في عام 2012، في الدورة الثانية التي انتخبت فيها إيرينا بوكوفا”، مضيفا “الترشيح المبكر كان من الإحساس بالمسؤولية، فإذا كان هذا حلما من أحلام العرب فيجب أن يتصدى له من يكون على قدر هذه المسؤولية، وتصدرنا الجولة الأولى بنجاح، رغم أن المرشحين الآخرين مرشحين “كبار” من الصين، وفرنسا، ومصر وفيتنام، وأذربيجان، ومع ذلك تمكن المرشح القطري من أن يحصل على أكبر من الأصوات،وعادة في الانتخابات التي تجري في اليونيسكو، ليس بالضرورة أن يكون الأول مستمرا في التصدر، لكنني في الجولة الثانية أيضا أصبحت الأول، وهكذا في الثالثة والرابعة، وكنت أتصور أن هذا الأمر استراتيجي للعرب، وحلم من أحلامهم، يتخطى أي خلافات مهما كان حجمها”.
وقال الكواري إنه لم يلتق المرشحة الفرنسية بعد فوزها بالمقعد، مستدركا :” لكنها زارتني مرتين قبل الانتخابات، وخلال الانتخابات أيضا، المرة الأولى طلبت أن تلتقيني وقالت لي: “طلبت أن ألتقيك لأقول لك شيئا واحدا لا غير”، فقلت لها: “ما هو؟”، فقالت: “نشيد بنزاهة حملتك وسجل هذا باسمي فأنا تابعت كل الحملات وحملتك كانت نزيهة جدا، ولم نلاحظ من حملتك أي إساءة وأنك لم تسئ لأي مرشح وكنت تتكلم عن كل المرشحين بكل احترام عكس بعض المرشحين”.
وحول أول قرار كان سيتخذه لو وصل لليونسيكو أفاد المرشح القطري السابق:” كنت سأطلق التعريف باليونسكو من جديد، وكانت لدي خطة للتعريف باليونيسكو وتقديمها للعالم لأنها لم تعد معروفة كما كانت، وكانت عندي خطة للدول الفقيرة بمشاريع صغيرة كتلك التي أقدم عليها أحد كبار رجال الأعمال في بنجلاديش، وأنه كانت هناك قناعة تامة برؤيتي، وقد عملت كثيرا عليها لأستطيع أن أقنع العالم بها، ولعلكم تتساءلون عن سر القوة التي حظي بها المرشح القطري، فأنا أقول إن هناك أمرين، أولهما الموقف التاريخي لقطر في دعمها لليونيسكو، ففي 2011 وبعد خروج الولايات المتحدة من اليونيسكو، كانت قطر الدولة الوحيدة التي قدمت مبلغا كبيرا للمنظمة بشكل سريع حتى لا تتعرض لمشكلة كبرى، وأيضا المشاريع التي كانت تقدمها قطر لليونيسكو مثل مشروع “التعليم للجميع” الذي علم أكثر من 7 ملايين طفل في العالم دون تفرقة للون ولا لدين ولا لجنس، وأيضا مؤتمر “صلتك””.