سلطت صحيفة “التايمز” البريطانية الضوء على الحرب التي خاضها حلف الناتو بمساعدة الجيش الأفغاني على تنظيم داعش الذي بدأ ينشط في المنطقة.
وقال التقرير إن الناتو والافغان اعتمدوا وبشكل كبير على بعض الميليشيات التي لم تبدي أي اعتراض على قطع رؤوس عدد من أعضاء هذا التنظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ناقلة عن مقاتل ضخم قوله :” “هذا هو من قطع رؤوسهم”، مشيرا إلى مقاتل نحيف يقف بجانبه، حيث ابتسم الرجل المتهم وقال: “كان في الواقع بعض رجالي”، دون أن يبدو عليه أي انزعاج يزيد عن كونه جنديا كشف ارتكابه لجنحة صغيرة”.
وأشار التقرير :” الفعل المذكور، الذي كان انتقاما لقيام تنظيم الدولة بقطع رؤوس أربعة مقاتلين محليين، ثم اللعب بالرؤوس كأنها كرات قدم، تسبب بغضب الحكومة الأفغانية وشجب دولي، بعد أن نشرت صور الرؤوس المدماة على الإنترنت”، مستدركا :” رجال المليشيات هؤلاء يعدون أبطالا في منطقة آتشين في أقليم نانغرهار، حيث يشكل رجال المليشيا هؤلاء جزأ من قوة انتفاضة شعبية أوقفت تمدد تنظيم الدولة إلى مناطقهم في معارك طاحنة وقعت قبل أن تصل وحدات الجيش الأفغاني والقوات الأمريكية لمساعتدتهم”.
وواصلت “التايمز” :”عبد المطلب، وهو قائد لقوة قوامها 500 متطوع من آتشين، قتل منهم 45 شخصا خلال الحرب التي امتدت ثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة، قوله: “دوننا لن يكون للحكومة وجيشها وزن هنا.. نحن نعرف أي طرق تؤدي إلى أي أودية وأين نجد العدو، ماذا عن الجيش الأمريكي والأفغاني؟ إنهم مجرد غرباء يلعبون هنا”، مذكرة :”منتقدين، بمن فيهم ضباط الجيش الأفغاني ومسؤولون حكوميون وناشطون حقوقيون، يتهمون المليشيا بكونها قوة شبه عسكرية متوحشة تتضمن التهريب والسرقة والاختطاف”.
وأكد التقرير :” علي أي حال، فإن المليشيا في نانغرهار على وشك أن يتم تنظيمها لتصبح جزأ من قوة أفغانية جديدة هي الجيش الإقليمي الأفغاني، وهو آخر نسخة من عدة قام قادة الجيش الأفغاني والناتو بإنشائها على مدى الستة عشر عاما الماضية؛ لحل أكبر مشكلة تواجههم، ألا وهي الحفاظ على الأرض بعد الاستيلاء عليها”، موردة عن ضابط أمريكي قوله :” لحفاظ على الأرض مسألة أساسية.. وبهذا الهدف نريد إنشاء قوة إقليمية، ابتداء في إقليم نانغرهار وإقليمين آخرين، مع أن ذلك لا يزال في المراحل الأولى”.
وقالت الصحيفة أن ترامب هو من كان وراء هذه الاستراتيجية، مشددة :” حولت نشر القوات الأمريكية إلى نشر يعتمد على الظروف، بدلا من النشر الذي يعتمد على الالتزام ببرنامج زمني معين، وتمت إضافة 3800 جندي أمريكي إلى 8400 جندي كانوا موجودين في البلاد أصلا، وتم إرسال وفد مكون من مسؤولين أمريكيين وأفغان إلى الهند؛ لمشاهدة كيفية عمل الجيش الإقليمي هناك، حيث تم نشر قواته في مناطق، مثل كشمير، لتخفيف الضغط عن الجيش النظامي”، مفيدة :” الخطة الأفغانية تسعى لإعادة تدريب حوالي 20 ألفا من المقاتلين المحليين، ثم وضعهم تحت قيادة الجيش، مستدركة بأن منظمة “هيومان رايتس ووتش”، التي استذكرت التجاوزات العديدة التي ارتكبتها المليشيات الأفغانية سيئة الضبط، بما في ذلك القتل العشوائي والاغتصاب والخطف، شجبت الفكرة، وقالت: “يشكل وجود جيش إقليمي أفغاني قليل التدريب وقليل المتابعة مخاطرة بخلق مليشيا معتدية أخرى تعمل خارج سلسلة الأوامر العسكرية”.
و علقت التايمز بالقول :” فكرة أن يصبحوا جزأ من قوة نظامية تحمل جاذبية لرجال المليشيا، حيث كان يمولهم أصلا الحاج عبدالظاهر قادر، سليل عائلة شهيرة من المجاهدين في نانغرهار، وتحتفظ بسلطة كبيرة في الإقليم، بالرغم من التهم المستمرة بالتورط في تجارة المخدرات، وفي عام 2015، وبعد عام من بدء الحرب ضد تنظيم الدولة، تحول تمويل المليشيا وتجهيزها في نانغرهار إلى المخابرات الأفغانية (إن دي أس)، التي تتعاون تعاونا وثيقا مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)”، مستدركة :”بدلا من تنظيم المليشيا، وإخضاع نشاطها للسيطرة المركزية، فإن ذلك التحرك أدى إلى سخط أعضاء المليشيات؛ بسبب إفساد نظام الرواتب، حيث يقول المسؤول عن تسليمهم رواتبهم في آتشين الحاج مروان خبالواك إن (إن دي أس) متأخرة 9 أشهر في دفع الرواتب، بالإضافة إلى أن مخزونهم من الذخائر بدأ ينضب”.