يستعد العراق لتصويت تاريخي، سيقرر فيه الأكراد الانفصال عن البلد وتأسيس دولتهم الحكم، وسط أصوات تتحفظ كثيرا على هذه الخطوة.
ونشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية تقريرا حول هذا الاستفتاء التاريخي، قالت فيه :” المغنية الكردية المعروفة هيلي “هيلين” لوف وقفت أمام صالون التجميل الذي تملكه، وهي تلبس جناحين مذهبين، ورفعت إشارة السلام؛ وذلك بمناسبة صدور أغنيتها الأخيرة “أخيرا”، التي تدعو لاستقلال كردستان، وقالت إن استقلال كردستان حلم بعيد يتحقق”، نقلة عن نفس المغنية قولها :”حلم جدي بالحرية للأكراد، وحلمت أنا بحرية الأكراد، وقد قتلوا لمئات السنين، وحرموا من حقوقهم، وحان الوقت لتحقيق ذلك الحلم”، حيث أنه بعد قرن من ترسيم حدود الشرق الأوسط، يأمل الأكراد بأن يؤدي استفتاء اليوم إلى تمزيقها ومنحهم وطنا، فتقول لوف: “الاستفتاء هو كل شيء، وقد حان الوقت وعلى العالم احترام الأكراد”.
وتابعت الصحيفة :” رافعي الأعلام الكردية الذين تدفقوا للشوارع يعتقدون أن الاستفتاء سيؤدي إلى مفاوضات تؤدي إلى انفصال الإقليم، مشيرة إلى أنه بالنسبة للآخرين استفزاز من الأكراد المتعطشين للسلطة قد يدخل المنطقة في فوضى، في الوقت الذي تم التخلص فيه من تنظيم الدولة”، مذكرة :” دبلوماسي غربي وصف المنطقة بأنها “علبة ثقاب”، فـ”الاستفتاء هو آخر ما نريده نحن أو الأكراد”، مشيرة إلى أن مسؤولين في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الثاني في الإقليم، أشاروا يوم السبت إلى إمكانية تأجيل الاستفتاء، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه حاكم الإقليم مسعود البارزاني، أكدوا أن الاستفتاء سيجري في موعده يوم الاثنين”.
وأكدت “صنداي تايمز” :التصريحات تعكس التنافس والعداء بين الحزبين اللذين خاضا حربا بينهما في التسعينيات من القرن الماضي، حيث يتمتع الإقليم باستقلالية عن بغداد منذ حرب الخليج الأولى، عندما أعلنت بريطانيا والدول المتحالفة ضد نظام صدام حسين العراق منطقة حظر جوي، وظل برلمانه ونظامه القضائي وبترول المنطقة مستقلا عن بغداد”، مشيرة :”الأكراد يلقون اللوم على دول الحلفاء في القرن العشرين، الذين حرموهم من الدولة، وقسموهم على أربع دول، وهي العراق وإيران وسوريا وتركيا، ويتذكرون هجوم صدام على بلدة حلبجة في عام 1988 بالسلاح الكيماوي، العراق بالنسبة للجيل الجديد هو دولة مختلفة، حيث تقول المذيعة في محطة إذاعية في إربيل رونزا عسكر: “العقلية ليست واحدة”، وتضيف عسكر، البالغة من العمر 20 عاما: “هنا أستطيع لبس ما أريد، ولا أرتدي الحجاب، ولو خرجت بهذا اللباس لرجموك”، قبل أن تستدرك :”مع ذلك، فإن هناك الكثير من الشكوك بشأن الاستفتاء، حيث يتحدث السياسي الكردي الذي يعارض الاستفتاء ربون معروف، عن “الدولة البوليسية والاستبداد والظلم والفساد” في ظل الحكم الذاتي الكردي، ويقول: “ليس لدي أي شك أن هذه الدولة المستقلة ستكون جهنما للجميع، ولا نريدها”، لافتة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعارضان أيضا الاستفتاء، حيث حذرتا من أنه سيحرف النظر عن محاربة تنظيم الدولة”.